بقلم :
من المفترض أن تقوم المنظومة التربوية بحماية القيم ، وبناء الاتجاهات الايجابية لدى أفرادها سواء كانت هذه الاتجاهات وطنية أو تربوية أو علمية اجتماعية أو قيمية ، ولكن نظرة سريعة إلى طبيعة الممارسات السلوكية التي يمكن مشاهدتها وملاحظتها بسهولة في كل مكان تقريبا تؤشر إلى ضعف السلوكات الايجابية لدى الغالبية من الأفراد في المجتمع ، والتي من المفترض أنهم درسوا في المدارس والجامعات ومدرسة الحياة التي يتعلم فيها الجميع انماط الحياة وانماط السلوك التي تصب في المصلحة في خدمة الوطن والمجتمع .
وبهدف توضيح الفكرة ببعض الأمثلة كمثال المحافظة على الممتلكات العامة باعتبارها ملكية جماعية تعود منفعتها لجميع المجتمع لكن الاتجاهات السائدة هي اتجاهات سلبية تعكس مقدار الخلل في المنظومة التربوية التي لم تستطع غرس قيمة المحافظة على الممتلكات العامة مقارنة بنظم تربوية في العديد من البلدان العالمية حولت المحافظة عليها من اتجاه إلى قيمة ثابتة ، ويتحمل مسؤولية مثل هذا الخلل المؤسسات التربوية بمجملها بدءً من الأسرة مرورا بالمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام .
ومن الأمثلة الأخرى على مقدار الخلل في موضوع النظافة في الأماكن العامة ، هذا السلوك السلبي لم يأت من فراغ ، وإنما جاء عبر مشاهدات يقوم بها أفراد كثر في حياتهم اليومية ، تجد هذا في الشوارع ، والحدائق، ومن نوافذ السيارات، وأمام المحلات التجارية ، ومثل هذا الاتجاه السلبي في المجتمعات الحية لا تجده على الإطلاق ، مما يعزز المقولة أن المؤسسات التربوية لم تتمكن من غرس قيمة النظافة وبقيت مجرد شعارات نكتبها على الجدران بعيدا عن التطبيق العملي في واقع الحياة .
ولا يخفى أن غياب منظومة القيم قد اوصل المجتمع إلى ما يتم مشاهدته من غياب المعاني الإنسانية ، والخلل في السلوكات الاجتماعية باعتبارها الكفيلة بحماية المجتمع من عوامل الضعف والانحلال ، وهي تمثل العقد الاجتماعي الذي يحمي الفرد والجماعة من كل عوامل الإخلال بهذا العقد بما يحفظ مصالحه ، ودرء المفاسد الاجتماعية والصحية والنفسية ومنع انتشار المخدرات والقلق والحرمان .
ومن هنا اوجه الدعوة إلى كل المؤسسات المجتمعية إلى الاهتمام بالاتجاهات والقيم كونها هي الوسيلة القادرة على تقوية المناعة الثقافية والاجتماعية والوطنية ، والقادرة على تأمين سلامة المجتمع من عوامل الضعف في عالم اصبح قرية صغيرة .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا