حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,10 مايو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24948

تعددت الأزمات .. واللجان واحدة !!

تعددت الأزمات .. واللجان واحدة !!

تعددت الأزمات  ..  واللجان واحدة !!

01-12-2014 01:59 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد

يحب الأردنيون في هذه الفترة التحدث عن الباذنجان، وعن آلية عمل ( مقدوس الباذنجان ) ، فتراهم يتسارعون لشرائه، ويصنفون أي الأنواع المحببة لديهم، وسر الخلطة المحشوة في داخله وأفضلها ، وأكاد أجزم أنك لا ترى وجبة أو مائدة في أي بيت تخلو من تواجد الباذنجان عليها ، تماما مثل اللجان التي اتخمت فيها مؤسساتنا الحكومية والتي أصبح يفوق عددها عدد العاملين فيها من موظفين، بعد أن أصبح تشكيل اللجان عند كل مشكلة صغيرة أو كبيرة سر من أسرار هذا الوطن ومؤسساته كسر تواجد الباذنجان في الطاولة الأردنية هذه الأيام.

قد يقول بعض القراء ما لكاتب هذه الأسطر يبدأ مقاله بهذه الكلمات الحادة والتعابير الهجومية اللاذعة..؟ لهؤلاء أقول نعم هذه هي البداية الملائمة للحديث عن هذه اللجان التي تأسست على أنقاض ركام الفساد والمفسدين، والتي تعتبر واحدة من أهم عناوين مشكلاتنا المستعصية على مستوى الإدارة، ولم يكن تشكيلها غير وسيلة تأجيل وترحيل وترقيع للقضايا ومحاولات بائسة لإخراس المواطنين وإيصالهم ربما لحالة من اليأس المطلق .

لا شك أن اللجان بمختلف خصائصها ومجالاتها تلعب دور مهما وفعالا في كافة مجالات المجتمع. لكن حين يأتي تشكيل اللجان من أجل دفن المشكلة خصوصا حين تأتي النتيجة بعبارة حفظ المشكلة ، هنا يكون الأمر فيه شبهات وحماية للمتهمين من المساءلة، وهذا ما هو عليه تشكيل معظم اللجان التي نراها لأننا لا نسمع عن نتائجها أي شيء وان سمعنا فإنها لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ. ومما لا شك فيه أن فيروس تشكيل اللجان الذي ينتشر في الوزارات والدوائر الرسمية أصبح فن لدى كثير من المسؤولين للتملص من المسؤولية وتمييع الأزمات .

إن بعض من المستفيدين من تلك اللجان يظنون أن لها دوراً في تحسين سير العمل وتذليل الصعوبات والعقبات التي تواجهه، وأن في اللجان توزيع للأعمال ومتابعتها، وفي الحقيقة أن هذه الظنون لا تساوي شيئاً مقابل الوجه الآخر للجان وما فيها من دلالات الفشل الإداري وعدم القدرة على القيادة الناجحة، إضافة إلى التهرب من المسؤولية، فاللائمة تقع على اللجنة المشكلة ويتملص صاحب القرار منها، فهي ذريعة لتعطيل الأعمال التي لا يقتنع بها المسؤول للوصول إلى المركزية غير المباشرة في فرض رأيه أو رأي مقربيه كيفما يشاءون، فيخرج العمل متأخراً أحياناً أو ناقصاً في أغلبها، وبالشكل الذي يريده المسؤول أو مقربوه.

يا مسؤولون ... ما أكثر لجانكم وما أقل أفعالها، وعلى الرغم من كثرة اللجان التي تشكلونها، إلا أننا لا نسمع شيء عما توصلت إليه ، فعمل لجانكم أشبه بعمل القطط التي تفعل فعلتها ثم تغطيه بالتراب لأسباب فنية محرجة لهذا الطرف أو ذاك، وربما خوفاً من أن يشم الناس رائحة الفضائح التي باتت تزكم الأنوف.








طباعة
  • المشاهدات: 24948
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم