13-04-2014 04:11 PM
سرايا - بسم الله الرحمن الرحيم
الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنيّة
يصارحُ أصحابَ الانتماءات الفرعيّة المغيلة
وطنٌ بلا قبيلةٍ صرخةُ استجداءٍ لهويةٍ بديلة
اسرفتم عوجاً وانبريتم في استعارةِ هويّة بديلةٍ، وراعتكم أعينكم قشوراً وجنّبتكم مضمون القبيلة، وأفرطتم تحليلاً وتمحيصاً لإثباتِ ما يمكن وجوبه لأنّه مخيلة، تماديتم في تغيير وجهِ الحقيقةِ لتحلَ محلّها فروع الغض الهزيلة، استطعمتم أفواهاً جائعة همّها جمع المال ولو على حساب الوطنية الأصيلة، واستفردتم بمغتربي القبيلةِ فهممتم طائفين بسرابٍ ظمآن قذفناهم لكم لتبقوا في غورٍ ماؤه جفّ فغيّرنا مرتع النفيلة، أسفاً عليكم فنحنُ لكم مشفقين لأنّ الجبالَ لا تبيدُ بأسنّة حيف مخيلة، اسقيتموهم شراباً ليستفيقوا فبأسَ الشرابُ وجانبتم صوابَ حالهم فهم رقودٌ في مضاربِ أهلِ الكفيلة، استلمحتم معالمَ العصبيّة وأخذتموها مثلباً فساءَ خاطرُ فهمكم بالدّينِ والتاريخ بعجيلة، رباطٌ مقدسٌ جمعَ بين الأسرةِ والعشيرةِ والقبيلةِ حمى أمّته وفُتحت فيه بلاد، وأنتن الدينَ فيه نصرة الظالم على المظلوم بقوةٍ جزيلةٍ، وتخادرت عقولكم أنّ لبني هاشمٍ ردءاً إذا أزهموا هديلة، وغيثٌ إذا أجدبَ القصيلة، وعضداً في حربهم الضروسَ إن اشتدّت جدويلة، ومُفزِعوا العدو إذا أدهم قلبه نحو الأسودِ شويلة، نأت آهاتكم بكم بين هويةِ قبيلةٍ لبلاد الشامِ لبناءِ دولةِ قوميّة فعيلة، وانعكصت تأويلاتكم على سراديبِ المستعمرين وتخندقهم في إطارِ مصالحكم المليلة، قبائلُ أزجيَ بها لتكونَ متعارفةً متحابّةً وليست شعوباً تحتاج إلى تهذيبٍ وتمديلة، حملتم علماً في بلاد الأعاجم وأردتم إسقاطه على رؤوسنا فالساقط دائما يهوي هويلة، استشهدتم بالشّماغ الأحمر رمزاً لهويتنا ونحن قبائل تعمعمنا بعمامةٍ واحدةٍ في أرضِ المهادة في الأردنِ وفلسطينَ وسوريا والعراق والحجاز تلك هي حجّتنا الأميلة، باخعٌ نفسَه منكم منْ ظنّ أنّ الهويةَ ورقةً أو صورةَ تقيّفٍ على أرضٍ ربيعها تاريخ وجبالها معالم وصخورها رسومٌ وواحاتها جنّات خليلة، إفكٌ ارتكبتم حينما خارت سجاياكم بتجريد هويةٍ منارتها بنو هاشمٍ وطيّب ثراها بلاد العروبة المحجيلة، رثيتمونا ونحنُ أحياءٌ وجلّ رثائكم صخيباً أوقرَ مسامعكم، وتعلمون أننا أحياءٌ صامدون نائبتنا بصمةٌ على مفرقِ حاجبيكم وكّيلة، هجتم ومجتم في سماءِ شعابِ السياسةِ والعودةِ لمنبتِ بيتِ السياسةِ البدويةِ المخيلة، ابن خلدون يقول لكم: "البدوُ أصلٌ للمدن والحضر وسابق عليهما مدويلة"، افتريتم في أوراقٍ صفراءَ علينا، فلملموا أوراقكم فأبناءُ الأردنِ كلّهم أبناءُ قبائل وأنتم نخّاسي العجمِ لن تجدوا منّا إلّا صداً صويلة، أريحوا أقلامكم وألجموا أفواهكم في قضيةٍ لم تقرأوا أو تحاولوا أن تستقرئوا فحوى المأصول أو المتواتر، وتعنكبتم على ضعيف الحديث وكسيلة، ستبقى عروشكم الهلاميّة خاويةً وستتعثرُ خطاكم في طريقِ تهوينِ هويةٍ يصعبُ عليكم التسلّق إليها لأنّ صليلَ قامتِها أردنيون أحرارٌ نائفة عن منيلة، قبائل نالت شرف التنزيل بسورِ القرآنِ، وأحاديث مسندة، ووصايةٌ من صحابة، وكلها من أصلِ الدينِ مكيولة.
وتمثلوا قول الشاعر الشنفرى:
واستفّ ترب الأرض كي لا يرى له على من الطول امرؤ مطول.
رئيس الملتقى الوطني لأبناء البادية الأردنية
الدكتور موسى بني خالد