21-06-2025 05:35 PM
سرايا - في تطور قد يُحدث ثورة في مجالات الطاقة والطب والدفاع، أفادت تقارير علمية بأن باحثين صينيين نجحوا لأول مرة في تحقيق اندماج نووي مُتحكَّم به داخل جهاز صغير ومحمول، يُقارب حجمه طفاية الحريق، وذلك باستخدام الهيدروجين والليثيوم العاديين.
ونُشرت تفاصيل الاختراع في مجلة "الليزر عالي الطاقة وحزم الجسيمات" العلمية المُحكّمة، حيث نفّذ فريق من معهد شيآن لأبحاث تكنولوجيا التحكم الحديثة – التابع للمجمّع الصناعي الدفاعي الصيني – هذا الابتكار اللافت، بحسب موقع "إنتريستينغ إنجينيرينغ".
مفاعل في حجم اليد… وطاقة توازي الانفجارات النووية
الجهاز، الذي لا يتطلب مُسرّعات جسيمات ضخمة ولا أنظمة حصر مغناطيسي كما هو معتاد، يعمل بتيار كهربائي منخفض لا يتجاوز 10 واط. ويستخدم مطرقة ميكانيكية لضرب مادة سيراميكية كهروضغطية، مولّداً نبضات كهربائية فائقة الشحنة تُقدَّر بمليون فولت خلال أجزاء من الثانية، مما يُنشئ قفصاً كهرومغناطيسياً دواراً داخل مفاعل نووي بحجم فنجان شاي.
في هذه البيئة الصغيرة، تُسرّع البروتونات إلى مهبط مغطى بالليثيوم، ما يُفعّل تفاعلات نووية تؤدي إلى إنتاج شعاع نيوتروني مركز، بمعدل 10 مليارات نيوترون في الثانية، وكل نيوترون يحمل طاقة تصل إلى 3 ملايين إلكترون فولت، وهي مستويات قريبة من تلك التي تُسجَّل في التفجيرات الذرية.
تقنية جديدة ونيوترونات موجهة
يعتمد الابتكار على مفهوم "الرنين المُستقطب" الذي يرفع احتمالية حدوث الاندماج بمليون مرة مقارنة بالطرق التقليدية، وهو ما يُعتبر إنجازاً تقنياً نادراً. كما يُوصف شعاع النيوترونات الناتج بأنه عالي التوجيه، ويمكنه اختراق المواد بكفاءة فائقة، وهو ما يفتح الباب أمام تطبيقات في التفتيش الأمني، والعلاج الإشعاعي للأورام، وحتى الكشف عن المواد النووية.
إمكانات عسكرية... وتكتم حذر
ورغم أن الباحثين يتجنبون استخدام المصطلحات العسكرية في وصف الجهاز، فإن دعم المشروع من قِبل شركة "نورث ديفيلوبمنت للاستثمار" – التابعة لعملاق الصناعات الدفاعية الصيني "نورينكو" – يؤكد الطابع المزدوج الاستخدام لهذا الابتكار، خاصة في ظل التلميحات إلى إمكانية تطوير "مصابيح ذرية" أو أسلحة طاقة موجهة قائمة على النيوترونات.
ويتميّز النموذج الأولي بقدرته على العمل المستمر لمدة تصل إلى 30 دقيقة في بيئة معملية، مع قابلية التكرار والتحكم الإلكتروني الكامل، ودون الحاجة إلى مصادر طاقة ضخمة أو بنية تحتية معقدة، ما يجعله مناسباً للاستخدامات المحمولة والبعيدة المدى.
ثورة تكنولوجية.. أم بداية سباق تسلح جديد؟
يشير مراقبون إلى أن تصغير تقنيات الاندماج النووي بهذه الصورة قد يُغيّر قواعد اللعبة في مجالات الطب والتفتيش الصناعي وحتى الدفاع، بينما يُحذر آخرون من أن هذه التكنولوجيا قد تُستخدم في تطوير أسلحة غير تقليدية يصعب تعقبها.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-06-2025 05:35 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |