بقلم :

حكوتنا الكريمة نحن نعرف الحساب... أخيرا قررت الحكومة بجميع وزرائها مشاركة الشعب الفقير همومه ولاول مرة تمد يدها الى جيوبها لتدفع على غير عادتها وهذا يشكل لنا صدمة لا بد من ان نفيق منها فتغيير العادات المفاجيء أمر يحتاج الى الوقت الكافي لاستيعابه وتقبله تماما كما لو غيرنا اتجاه السير في شوارع مدينة مكتظة ومع ذلك نشكر كل وزير وضع اشارة مرسوم عليها سهمان متعاكسان على جيبه الايمن ولكن نحن المواطنون نطمع للمزيد من هذه الاشارات المرورية ونرى اشارة قف على الجيب الايسر . قد يقول قائل انكم شعب ارضاءه غاية لا تدرك ومهما تقدم لكم الحكومات لا بد وان ينظر اليها بشك وريبة وسوء تفسير ، هنا اخرج فورا" الكرت الاصفر على مبدأ العلوم التربوية الحديثة التي ابتكرتها وزارة التربية والتعليم ولكن مع التعليق والحساب وارجو ممن يملك الة حاسبة ان يراجع معي ارقام بسيطة فراتب الوزير ارتفع فجأة من 1500 إلى 3000 دينار بسبب ارتفاع الاسعار في حين لا تتجاوز الزيادة على رواتب المعدمين 10 دنانير الا بمكرمة ملكية ولا ارى ضيرا" من ذلك وأعتبره اقل مما يستحق الوزير لاننا كما نعلم جميعا لا يليق بالوزير ان يعيش باحياء ومناطق يعانق الفقر فيها كرامة الاردنيين فكلهم بدون استثناء مجبرين على التحوصل في مناطق النخب البعيدة عن المعاناة والفقر والبؤس والشقاء لا لشيء إلا لان الهدوء والاستقرار لمعالي الوزير هو المحرك الفعلي لتفكيره الذي بالتالي يقودنا به الى بر الامان فهو العقل المفكر والمنقذ والفارس الذي لا يشق له غبار لذلك يترتب علية تكاليف معاشية كبيرة خصوصا ونحن نعلم متطلبات تلك الحياة التي يجهلها الاردنيون في الارياف والبوادي الذين همهم الوحيد رغيف الخبز وطعم اللحم الاسبوعي كرفاهية لمن يستطيع فلو تمتلك الخيال الكافي تستطيع تقدير عظم الالتزامات على معاليه فالمدام لديها متطلباتها والاولاد كل منهم لديه متطلباتة والشغالات وبرك السباحة والسفرات الخارجية ورحلات الترفيه والتسوق والسهرات والسيارات وأقساط المدارس الاجنبية ورسوم الجامعات الاوروبية والامريكية و....... الخ اعباء اعانه الله عليها مع كل ذلك يتبرع كل وزير بنسبة 20% من راتبه لصالح صندوق يخصص لدعم الفقراء ... ما أعظمكم وانتم تثابرون على العطاء ...ما أعظمكم وأنتم تشاركون الوطن فقره ...ما أعظمكم وانتم تتقاسمون اللقمة مع الفقير ولكن أليس لدينا وزارة تسمى وزارة التنمية الاجتماعية جل عملها الفقر والفقير؟؟؟...حسنا فهذا استكثار للخير لنعد الى الارقام فمنذ نهاية التسعينات وبالتحديد في حكومة دولة عبدالرؤوف الروابدة تم اقرار علاوات وامتيازات ومكافات تتعدى في مجموعها خمسة أضعاف الراتب ومنذ ذلك الوقت وهي حقوق مكتسبة للسادة الوزراء ناهيك عن المياومات وسفرات النقاهة المدفوعة والاشتراكات بالنوادي العالمية في الخارج التي تغطى من باب المياومات وسفرات العلاج وغير ذلك من مصادر دخل لمعالي الوزير ، الان لنعود الى الحساب فالمبلغ المتبرع به لا يزيد عن 200000 دينار سنوي اذا حسبناه من 28 وزير ناهيك عن أن هناك وزراء بدون وزارات جاءوا كتوازنات إقليمية أو إرضاءات وجهوية أو للوفاء بصداقات عائلية أو غير ذلك فكل رواتبهم زيادة انفاقية غير مبررة بالاضافة الى الراتب التقاعدي للوزير الذي لا يحظى بأي تقبل شعبى أو والذي أصبح يثقل الموازنة العامة للدولة خصوصا وأن أعمار وزاراتنا لا تتجاوز السنتين في أطولها عمرا" مما يخلف لنا جيشا" جرارا" من الوزراء ، عفوا" اعتذر لم اعد استطيع المقارنة بين الداخل والخارج واتمنى على حكومتنا الكريمة مزيدا" من الشفافية واعلان علني لكل فلس يدخل ويخرج من جيوب السادة اصحاب المعالي ما داموا في مراكز المسؤولية والغاء الراتب التقاعدي للوزير الذي تقل خدمته في القطاع العام عن الحد الادنى الذي يخضع له كافة موظفي الدولة وأتحدى كل الحكومات الاردنية ان تقدم على هذا العمل فهل نعرف الحساب يا حكومتنا الكريمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ slimkdah@gmail.com