حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,8 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 29734

انتخابات الجامعة الاردنية صورة عن المجتمع الاردني حاليا

انتخابات الجامعة الاردنية صورة عن المجتمع الاردني حاليا

انتخابات الجامعة الاردنية صورة عن المجتمع الاردني حاليا

25-12-2011 01:44 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 تابعت اللقاء على قناة "رؤيا" التلفزيونية حول انتخابات الجامعة الأردنية التي جرت في الأسبوع الماضي، وقد أفزعتني فعلاً هذه المشاهد واستغربت أن تكون الأوضاع في الجامعات الأردنية قد وصلت إلى هذا المستوى الأليم.. الجامعة الأردنية وهي باكورة الجامعات الأردنية كانت دائماً مصدر فخر لجميع الأردنيين في تنظيمها وإدارتها ومستواها العلمي وما تقدمه للوطن من كوادر متميزة في جميع المجالات سياسية واجتماعية واقتصادية، وما آلت إليه الجامعة في السنوات الأخيرة لا بد وأن يحتاج إلى دراسة سريعة جادة من أجل تدارك الوضع الذي وصلنا إليه...

بداية لنتفق أن " ليس بالديمقراطية تحيا الشعوب" ولنتفق أيضا أن "الديمقراطية هي وسيلة وليست هدفاً" ، وإذا كان هناك من قائل أن الأردن أو الأمة العربية جميعها تفتقد إلى الديمقراطية وكفانا دكتاتوريات، فربما كان من الأفضل أن نعيش في ظل دكتاتوريات على أن نعيش في ظل شريعة الغاب التي كشرت عن أنيابها في الجامعة... لسنا بحاجة إلى انتخابات على هذه الشاكلة في الجامعات أو البلديات أو البرلمانات، فهي أسوأ كثيراً من عدم إجرائها..

إن إجراء أي انتخابات تمثيلية للوطن والمواطن يجب أن تكون على أسس معينة إن لم نحصل عليها لا داعي للتعامل بها... إن الانتخابات هي نظام غربي تم وضعه على المقاييس الغربية، وإذا كنا نشتم الغرب صباحاً مساء فلا داعي للتعامل مع طرقهم في الحياة.

وإذا قلنا أننا نأخذ منهم الجيد ونترك الخبيث فلنأخذ منهم الطريقة الناجحة لديهم كاملة ولا نتفلسف فيها ونحاول أن نسقطها على الطريقة العربية ونحن أبعد ما نكون عن الديمقراطيات...إن الانتخابات الطلابية في الجامعات الغربية هي انتخابات لأحزاب موجودة في المجتمع ولكنها تتجه إلى مواضيع الطلاب والجامعات وتهدف إلى الرقي في التوجه العلمي وإلى تسهيل الحياة العامة للطلبة ، وهي دائما تدريب عملي لقادة المجتمع المستقبلي والتي ستنتج رؤساء الجمهورية ورؤساء الوزارات والوزراء ، وإذا كانت هذه التجربة التي حصلت في الجامعة هي نموذج لمستقبل قادتنا ، فليس لنا إلا نطلب الرحمة من الله منذ الآن فمستقبلنا واضح .

إن مجتمعنا حتى الآن مجتمع قبلي، لن تصلح فيه ديمقراطيات ، وربما كان أفضل لنا أن ننظر إلى ممثلي قبائل وعشائر ونصنع لهم مجلسا مثل أفغانستان... وحتى لو ادعى البعض أن النظام الإسلامي يدعو إلى التشاور والبيعة، فهو من المؤكد أنه لم يعرف النظام الانتخابي طوال عصوره الحضارية منها أو الظلامية... أستغرب من نائب رئيس الجامعة الذي اعتبر أن التجربة كانت ناجحة، فهو يذكرني بأي مرتكب لخطأ يجد فيه نواحي حسنة، كأن يقول السارق أنني سرقت بدون أن أزعج أهل البيت وتركتهم نائمين أو أن يقول القاتل أنني أطلقت على الضحية طلقة في الرأس ولم أسبب له ألماً، كان على نائب رئيس الجامعة أن يعترف علناً أن التجربة كانت فاشلة جداً، وأن يتنادى مع الأساتذة الآخرين والطلاب الأفاضل والعقلاء على دراسة التجربة الفاشلة وإلغاء هذه الانتخابات كلياً والتنديد بكل من أفشل التجربة ومحاكمته علناً بدلاً من أن يحاول إيجاد حسنات مزيفة في تجربة أليمة.

إن بداية الطريق الصحيح هو الاعتراف بالخطأ ومحاولة تحسس الصحيح ، أما إذا كنا نصر أننا على الخط الصحيح ونحن في الطريق الخطأ فهذا يعني أننا لا زلنا ضائعين ...والله الموفق








طباعة
  • المشاهدات: 29734
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-12-2011 01:44 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم