حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,30 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4723

حسني عايش يكتب: كالسحر أو أكثر

حسني عايش يكتب: كالسحر أو أكثر

حسني عايش يكتب: كالسحر أو أكثر

30-12-2025 10:30 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حسني عايش
مع أنه ليس معجزة أو إعجازاً، لأن كلاً منهما غير قابل للتكرار (Replication) أو لمراجعة الأقران (Peer Review) لتوكيد صحته أو نفيها، إلاّ أنّ الكتابة والرسم باللمس على شاشة مضيئة وبالألوان وبدون قلم وورق وحبر، أشبه بالمعجزة أو الإعجاز، أو حتى السحر أو أكثر.


كان المكتوب بالحفر على حجر، أو جلد، أو سعفة نخل، أو على ورقة يبقى ويدوم مئات السنين وربما آلاف، ويتمكّن خبراء الخلف من تحليل آثار أو كتابات السلف وقراءتها وفهمها. أما ما نكتبه اليوم على الشاشة فإنه للأسف لا يبقى ولا يدوم إلا قليلاً، فلا يحفظه تاريخ، ولا تستفيد منه الأجيال التالية.
إن بقاءه مرهون بالكهرباء، التي يمكن أن تنقطع في أي لحظة، أو بتسونامي، أو بزلزال، أو بزحف الجليد الذي يمكن أن يدمر الخوادم التي تخزنه (Servers). إن أحداً بعد ذلك من الأجيال التالية لن يستطيع قراءة الخوادم أو قرص أو شريط لا يرى فيه شيئاً. وقد يكرر حكاية نعمان التي كنا نقرأها في قراءة السكاكيني في الصف الأول الابتدائي: قال نعمان: وجدت نعل فرس. بقي ثلاث نعال وفرس. إن الحضارة الرقمية هشة مع أنها أقوى من جميع الحضارات السابقة، بالمقدرة على التدمير والتعمير.
أكتب في هذا الموضوع تقديماً لمطالبتي الجامعات، أو وزارة الثقافة، أو مؤسسة شومان.. بإنشاء قسم خاص في كل منها أو في أحدها يتابع محتويات الجانب الأردني من الإنترنت، ويسجله على ورق ثم في وثائق أو كتب، أي تسجيل وحفظ (وإصدار) ما يدور الحديث فيه أو حوله من موضوعات ومشكلات وأفكار.. فالكثير منه فيه من الإبداع (والتاريخ) ما يستحق التسجيل والحفظ والإصدار الدوري، والأجيال التالية بحاجة إليه، لأنه لا يمكن فهم الغد بغياب الأمس، فالغد يتكون من مدخلات الأمس.
ولم لا، فقد يكون نشاطاً مربحاً، لأن كل من شارك في أحد موضوعاته أو فصوله يهتم بشراء الكتاب، وقد يتم عن هذا الطريق إعادة الحياة إليه، ودفع أصحاب الصفحات والمواقع إلى صقل صفحاتهم ومواقعهم، والمشاركين إلى صقل لغتهم، وفكرهم وتفكيرهم بمزيد من القراءة والتأني وتوكيداً لما أدعيه فقد أصدرت كتيباً بجزءٍ من البوستات التي صدرت عني في سنتي 2024 و 2025.
*****
نقول عادة أو حتى دائماً أن لكل حدث أو حادث سبب أو أسباب وانها تسبق الحدث أو الحادث. إنهما نتيجة لها.
إذا قبلنا هذا المبدأ فإنه يمكن اعتبار الماضي سبب الحاضر، وأن الحاضر سبب المستقبل. وكأننا نقول إن الماضي هو مدخلات (Input) الحاضر. أي أن الحاضر هو نتاج (Output) الماضي. وإذا كان الأمر كذلك فإن المستقبل يتكون بالحاضر، فالحاضر يشكل مدخلاته، فكيف تراه بها الآن؟ أم أن المجتمع قادر على إعادة تصويب وتركيب المدخلات لخلق حاضرٍ أفضل؟
*****
إن كثيراً من الحقائق القديمة المستمرة إلى اليوم لم تعد قادرة على الاستمرار والتماسك والنجاح كما كانت عليه في الأمس عندما نشأت لمعالجة مشكلات معينة آنذاك. أي استجابة لأحداث وحوادث ومشكلات وأخطاء وتحديات معينة غير موجودة اليوم لتبقى. ومع هذا فإن الناس يتمسكون بها وكأنه محكوم عليهم بها، لمواجهة أحداث وحوادث ومشكلات وأخطاء وتحديات مختلفة أو جديدة. ولعل هذا التباين بين الأمرين هو السبب الرئيس في جمود الحاضر أو تخلفه أو ضعفه. وحسب علم الاجتماع فإن استمرار حقائق الأمس ورواسبه بالعمل اليوم. يعتبر ظاهرة مرضية ولا أريد ضرب أمثلة على ذلك لأترك للقارئ التفكير في الموضوع، فلعليّ مخطئ.
*****
«الجائح: سريع الانتشار. وجائحة جمعها جوائح، وتعني مصيبة أو كارثة في الإنسان أو في ماله. ومجازاً: وباء» (المنجد: قاموس اللغة العربية المعاصرة).











طباعة
  • المشاهدات: 4723
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-12-2025 10:30 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك، هل تنجح إدارة ترامب وحكومة الشرع في القضاء على "داعش" بسوريا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم