حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5021

نوفل يكتب: نتنياهو تفوق على هولاكو

نوفل يكتب: نتنياهو تفوق على هولاكو

 نوفل يكتب: نتنياهو تفوق على هولاكو

16-12-2025 08:32 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الصيدلي عدوان قشمر نوفل
عندما يلتقي الماضي بالحاضر
في صفحات التاريخ نجد صورا لا تمحى و يوثقها التاريخ بين بؤر الشر: مدن تُسحق، مكتبات تُحرَق، وأجيال تُقطع عنها المعرفة.
عام 1258م، دخل هولاكو بغداد فحوّلها إلى رماد الحضارة، وفي القرن الحادي والعشرين تكرّر المشهد في غزة بيد نتنياهو، لكن بأسلحة العصر الحديث، وبعقلية أشد قسوة وتخطيطًا وحقدا.
كلاهما أراد أن يطفئ نور أمة، لكن التاريخ يعلمنا أن النور لا يينطفأ مهما تكثف الضباب
أولا: هولاكو – سيف لتدمير الحضارة.
حين اجتاح هولاكو بغداد، كان يحمل معه أمرا قاسيا: القضاء على الخلافة العباسيةوقيادتها للعلم و المعرفه
وفي غضون أيام، سقطت مدينة كانت تعد جوهرة الدنيا و مناره للعلم و المعرفه وكان يقصدها كل من طلب العلم في ذلك الزمن.
قُتل العلماء ومئات الآلاف من البشر، وأُحرق المكتبات والمدارس، وأُلقى كتب “بيت الحكمة” في نهر دجلة حتى اسود ماؤه من الحبر.
اختفى ضوء العلم، وسكت صوت الفقهاء والشعراء والعلماء.
كان هولاكو يمثل بربرية القرون الوسطى التي تُدمّر لتُرعب، ولا تميز بين عالمٍ وجاهل أو بين مسجد وبيت.
ثانيا: نتنياهو – بربرية العصر الرقمي و المعرفي
وبعد قرون من سقوط بغداد، ظهر هولاكو جديد بثوب عصري، يحمل راية “الأمن” ويمارس أبشع صور القتل.
نتنياهو دمر غزة الحديثة بصواريخ ذكية وطائرات موجهة، واستعمل التكنولوجيا الحديثه في التدمير، واستهدف الجامعات والمستشفيات ومراكز الأبحاث، كما استهدف محطات الكهرباء والمياه وشبكات الطرق، و دور العباده، ودمر وهرب الأراضي الزراعيه.
لقد أطفأ النور عن مدينةٍ كانت تنبض بالعلم، وحولها إلى أنقاض،دمر 90 ٪ من مباني غزه التي كانت تأوي مليوني ونصف انسان
أراد أن يقتل الإنسان مرتين: مرة بالجسد، ومرة بالعلم.
لقد تفوق على هولاكو، لأنّ الأول دمّر مدينة في زمن الجهل، أما الثاني فقد دمّر قطاع غزه زمن العلم والتقنية.

ثالثًا: دمار يتخطّى قطاع غزه غزة
لم يتوقف نتنياهو عند حدود القطاع المحاصر، بل مدّ نيران عدوانه إلى جنوب لبنان وجنوب سوريا، فدمّر القرى والبنى التحتية، وشرّد الآلاف.
صواريخ طالت المدارس والمستشفيات والمنازل، فامتد الألم من غزة إلى الشمال، من فلسطين إلى بلاد الشام.
هو نهج واحد في أماكن مختلفة: تدمير الإنسان والمكان معًا.
رابعا: مقارنة بين الطائغين
وجه المقارنة هولاكو المغولي نتنياهو الصهيوني
الوسيلة السيف والنار الصواريخ والطائرات والحصار
الزمان 1258م 2023–2025م
المكان بغداد، غزة، جنوب لبنان، جنوب سوريا
الهدف القضاء على الخلافة طمس هوية المقاومة الفلسطينية
النتيجة دمار حضاري محدود المكان دمار شامل في زمن العلم والتقنية
هولاكو سقط في وحل التاريخ و سيسقط نتنياهو في لعنة التاريخ نفسه

خامسا: البعد الأخلاقي والحضاري

هولاكو دمّر بالحقد، ونتنياهو دمر بالحساب البارد.
الأول أراد بسط النفوذ و الاحتلال الاقتصادي، احتلاله لم يكن انتقاما شخصيا
والثاني أراد احلال امه بدل امه بعد تدميرها وطردها.
لكنّ المفارقة أن التكنولوجيا التي استخدمها نتنياهو لتدمير قطاع غزة هي نفسها التي تنقل اليوم للعالم صور جرائمه وتوثقها إلى الأبد.
فلم يعد بالإمكان إخفاء الحقيقة كما في زمن هولاكو، بل باتت كل قذيفة موثقة وكل مجزرة مشهودة. ولهذا بدأ العالم يتحول ضدهم و يناصر الحق الفلسطيني


سادسا: من رماد بغداد إلى أنقاض غزة

من دجلة إلى شاطئ غزة، يسيل نفس الحبر ونفس الدم. ونفس الدمار.
لكن كما نهضت بغداد من رمادها، سينهض قطاع غزة أيضًا، لأن الحضارة لا تبنى بالحجارة فقط، بل بالإيمان والكرامة و المقاومه.
ستبقى تذكر فيه قطاع غزة كما تُذكر بغداد لا كمدينةٍ مدمرة، بل كرمزٍ للصمود في وجه البربرية
الخاتمة
المصادفه ان آخر حرفين في اسم نتنياهو هو نفس الحرفين من بدايه
اسم هولاكو
الاول اراد انتقاما شخصيا من دوله والثاني اراد محو امه كامله الاول اراد بسط النفوذ والاحتلال والاقتصادي والثاني اراد احلال امه بدل امه بعد تدميرها وطردها
لقد تفوّق نتنياهو با الوحشيه و تشابه با التدمير مع هولاكو .

فالهزيمة الأخلاقية التي لحقت به ستبقى لعنة في كتب التاريخ، كما بقي اسم هولاكو رمزًا للخراب.
الفرق أن العالم اليوم يرى ويسجل، وأن الشعوب التي تُقصف لن تموت، بل ستنجب من بين الركام جيلا يكتب فجرا جديدا.
فمن رماد قطاع غزة ستولد حضارة جديدة، كما ولدت من رماد بغداد حضارة أخرى من قبل.
كما سقط هولاكو في وحل التاريخ سيسقط نتنياهو أيضا وسيغير قطاع غزه وجه العالم.








طباعة
  • المشاهدات: 5021
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-12-2025 08:32 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم