حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,13 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4670

الدكتور محمد الهواوشة يكتب: موازنة تُهرَّب في العتمة… وحكومة تراهن على انشغال الناس بالنشامى!

الدكتور محمد الهواوشة يكتب: موازنة تُهرَّب في العتمة… وحكومة تراهن على انشغال الناس بالنشامى!

الدكتور محمد الهواوشة يكتب: موازنة تُهرَّب في العتمة… وحكومة تراهن على انشغال الناس بالنشامى!

13-12-2025 08:58 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور محمد الهواوشة
ما جرى تحت قبّة البرلمان ليس “إقرار موازنة”، بل عملية تهريب سياسي مكتملة الأركان. سلق سريع، تمرير خاطف، نقاش شكلي، وكل ذلك في ليلة “ما فيها ضو قمر”… وكأن الحكومة تختار عمدا اللحظة التي يحتفل فيها الأردنيون بمنتخبهم الوطني لتمرير ما لا تجرؤ على تمريره في ضوء النهار.

الشعب كلّه كان خلف النشامى، يهتف، يفرح، يعيش لحظة وطنية نادرة…
وفي الجهة الأخرى، كانت الحكومة ومعها كتلة من النواب تتصرف وكأنها في سباق مع الزمن لإقرار موازنة تثقل جيوب الناس، وتعمّق العجز، وتعيد تدوير نفس السياسات الفاشلة.

هل كان التوقيت بريئا؟!
قطعا لا.
تمرير الموازنة في تلك اللحظة ليس صدفة، بل استثمار متقن لفرح الناس كي يمرّ ما لا يريدون أن يلاحظه أحد.

أي احترام هذا للرأي العام؟
كيف يمكن لوثيقة تحدد مصير الاقتصاد والرواتب والضرائب والدَّين العام أن تُقرّ بهذه السرعة… وكأنها فاتورة مطعم؟
وهل يُعقل أن يناقَش مستقبل بلد كامل في ساعات بينما يُطلب من الشعب أن يتحمّل تبعاته سنة كاملة؟!

ما جرى ليس مجرد “نقص شفافية”…
بل رسالة واضحة تقول:
نحن نقرر… وأنتم تنشغلون!

لكن ما لا تدركه هذه الحكومة أن الأردني، مهما فرح بالنشامى، لا ينسى لقمة عيشه.
يفرح اليوم، نعم… ولكن صباح الغد يسأل:
من أين أدفع الفاتورة؟
ولماذا تتكرر نفس الوعود الفارغة؟
ولماذا تزداد الأعباء بينما تتبخر الإنجازات؟
ولماذا يُطلب من المواطن التضحية دائما بينما السياسات لا تتغير؟!

شعبٌ كامل يقف خلف المنتخب…
بينما خلف ظهره تُطبخ موازنة معلبة، بلا رؤية، بلا جرأة، بلا عدالة.
نعم، فرحتنا كبيرة بالنشامى، لكن ذلك لا يمنح أي أحد تفويضا مفتوحا ليحمّل الناس مزيدا من الأعباء في العتمة!

إذا كانت الحكومة و”غالبية النواب” يعتقدون أن الشعب سينشغل طويلاً، فهم مخطئون.
الأردني يربط بين السياسة والجيب، بين الوعود والواقع، بين الغرف المظلمة وضوء الحقيقة.

وستبقى هذه الموازنة علامة فارقة…
ليس لأنها الأفضل، بل لأنها الأسرع… والأكثر غموضا… والأبعد عن الناس.
وستبقى وصمة على جبين كل من شارك في تمريرها بهذه الطريقة.











طباعة
  • المشاهدات: 4670
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-12-2025 08:58 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم