حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,10 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4787

أ.د. حسن الدعجه يكتب: جولات خليفات: تعزز اللحمة الوطنية والعهد المتجدد للقيادة الهاشمية

أ.د. حسن الدعجه يكتب: جولات خليفات: تعزز اللحمة الوطنية والعهد المتجدد للقيادة الهاشمية

أ.د. حسن الدعجه يكتب: جولات خليفات: تعزز اللحمة الوطنية والعهد المتجدد للقيادة الهاشمية

10-12-2025 09:27 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د.حسن الدعجه
تُعدّ العلاقة بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني، على اختلاف انتماءاته العشائرية، حجر الأساس الذي تُبنى عليه الدولة الأردنية الحديثة. هذه العلاقة ليست مجرد صيغة للحكم، بل هي عهد تاريخي متجدد وولاء أصيل متجذر في الهوية الوطنية. في هذا السياق، تبرز الجهود الدؤوبة لمعالي الدكتور عوض خليفات، الشخصية الوطنية وصاحب الرؤية السياسية البارزة، من خلال جولاته العشائرية الواسعة.
لا تهدف هذه الجولات إلى تعزيز التواصل فحسب، بل إلى ترسيخ هذه الوحدة وتجديد عهد العشائر بالعرش الهاشمي. جولات الدكتور خليفات ليست مجرد زيارات بروتوكولية؛ بل تُمثل تقليدًا وطنيًا راسخًا يُجسّد نهج القيادة الهاشمية في التواصل المباشر مع قاعدتها الشعبية. إن بلوغ الجولة التاسعة والعشرين من هذه اللقاءات، التي شملت جميع محافظات المملكة، والتي استضافها مؤخراً الدكتور رضا باشا البطوش في دارته، دليلٌ على استمرارية هذا النهج والالتزام به.
ويتجاوز الهدف الاستراتيجي لهذه الجولات مجرد الاستماع إلى اراء المواطنين؛ بل يتعمق في النسيج السياسي والاجتماعي. ففي ظلّ التحديات الإقليمية ومحاولات زعزعة استقرار البلاد، تُعدّ هذه الجولات ضمانةً وطنيةً بالغة الأهمية. ويسعى الدكتور خليفات، مستفيدًا من خبرته الواسعة وحنكته السياسية وعلاقاته العشائرية الراسخة، إلى تأكيد الولاء والانتماء، وتجديد العهد بالولاء للقيادة الهاشمية، والتعبير عن الاعتزاز بالمشروع الوطني الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين. كما يهدف إلى تعزيز الوعي السياسي من خلال نقاشات شفافة حول القضايا الوطنية والإقليمية، وتعزيز اللحمة الاجتماعية من خلال معالجة النزاعات العشائرية وحلها، وتوجيه الاهتمام نحو المصلحة الوطنية العليا.
يحظى الدكتور خليفات بقبول في المشهد السياسي الأردني. بصفته أحد أبناء إحدى العشائر الأردنية العريقة، وصاحبة المناصب العليا، فهو يتمتع بقدرة على التواصل بلغة يفهمها جميع شرائح المجتمع. ولا يقتصر دوره على التعبير عن سياسات الدولة، بل هو أيضاً قناة موثوقة لنقل هموم المواطنين وتطلعاتهم إلى صانعي القرار. وفي كل محطة من جولاته، يحرص خليفات على الانخراط في حوار صريح ومنفتح، يتناول القضايا السياسية دون تحفظ. كما يؤكد على الدور المحوري لشيوخ ووجهاء العشائر، مدركاً دورهم المحوري كقادة مجتمعيين يساهمون في حفظ الأمن والسلم الأهلي، ويعززون مفهوم الدولة المدنية الحديثة، ومؤكداً أن القبيلة جزء لا يتجزأ من الدولة، وأن الولاء للقيادة لا يتعارض مع مؤسسات الدولة الحديثة، بل يكملها. وتُعد هذه الجولات بمثابة تغذية راجعة مستمرة للنظام السياسي، تضمن بقاء جسور الثقة مفتوحة بين القيادة والقاعدة الشعبية، وهي سمة تميز الأردن عن غيره من دول المنطقة.
إن الانعكاسات الإيجابية لهذه الجهود على الصعيد المحلي الأردني عميقة ومتعددة الأوجه، إنها توفر حماية من التحديات الخارجية، ففي خضم محاولات استغلال القضايا الإقليمية، وخاصة القضية الفلسطينية والتهديدات الأمنية على طول الحدود، تُشكل هذه الوحدة العشائرية درعًا وطنيًا، يحول دون تسلل النسيج الداخلي أو استخدام العشائرية لإثارة الفتنة. كما تُسهم هذه اللقاءات في تعزيز التماسك السياسي والاجتماعي، إذ ساهمت في حل العديد من القضايا العالقة، وترسيخ قيم التسامح والإخاء، ويُبقي طاقة المجتمع مُركزة على التنمية والتقدم.
فعندما تشعر العشائر بأن أصواتها مسموعة، وأن مطالبها تُؤخذ في الاعتبار من خلال قنوات تواصل موثوقة، كجولات خليفات، يزداد دعمها لخطط الإصلاح الشاملة التي تقودها الدولة، إن نجاح هذه الجولات في تعزيز الوحدة بين القيادة والقاعدة الشعبية هو نجاح للمشروع الأردني ككل، ويؤكد أن قوة الأردن الحقيقية تكمن في وحدته الوطنية، المبنية على المحبة والتفاهم المتبادل بين العائلة الهاشمية وجميع الأردنيين من مختلف الخلفيات والأصول.
وأخيرًا تجسد جولات الدكتور خليفات العشائرية، التي شملت معظم محافظات المملكة، نموذجًا يُحتذى به في الدبلوماسية الداخلية وخدمة الوطن بإخلاص، تجسيدًا للعلاقة العميقة والعضوية بين القيادة الهاشمية والشعب. ولا تُعدّ هذه الجهود مجرد تذكير بعلاقة تاريخية امتدت لأكثر من قرن، بل تأكيدًا مستمرًا على أن الولاء للعرش الهاشمي هو شريان الحياة للأردن والمحور الذي تدور حوله جميع مكونات المجتمع. وفي منطقةٍ تُعاني من تحدياتٍ واضطراباتٍ إقليميةٍ مُعقّدة، يبقى هذا العهد المُتجدّد الأساس والضمانة الحقيقية لاستمرار قوة الدولة ووحدتها واستقرارها، جاعلًا الأردن واحةً من الأمن بفضل التضامن الشعبي الصادق والقيادة الهاشمية الحكيمة. رسالة هذه الجولات واضحة: إن الجبهة الداخلية المُتماسكة هي درع المملكة الأقوى وأملها في مستقبلٍ مستقرٍّ ومزدهر.


أ.د. حسن الدعجه
استاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال








طباعة
  • المشاهدات: 4787
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
10-12-2025 09:27 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تجر فرنسا وبريطانيا وألمانيا أوروبا لحرب مع روسيا رغم خطة ترامب لحل النزاع بأوكرانيا؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم