بقلم : العقيد المتقاعد / فهد موفق النعيمي
من جديد يتصدى أجهزتنا الأمنية الأبطال، فرسان الحق ونشامى العيون الساهرة، لبقايا خلية إرهابية في لوائنا الحبيب الرمثا الغالي على قلوبنا. شقيقان يختبئان داخل حجرهما يخططان للقيام بأعمال إرهابية قذرة، يحملان فكراً مشؤوماً متطرفاً لا يمتّ للدين الإسلامي بصلة، فالإرهاب لا دين له.

ومن هنا، أوجه نصيحة لجميع الآباء والأمهات: انتبهوا لأبنائكم ولرفاقهم، تابعوا نشاطاتهم، أين يجلسون، ماذا يشاهدون، وما الذي يتغير على سلوكهم. اجلس مع ابنك، تحدث معه في جميع شؤون الحياة، وراقب أي انحراف في الفكر أو بوادر تطرف قد تظهر دون أن نشعر.

فهناك أشخاص حاقدون يتسلحون بغطاء الدين، وهم منه براء، يسعون للمساس بأمن الوطن واستقراره. والدين الإسلامي دين وسطية وتعامل ورحمة، قال تعالى: وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً.

وما تقوم به أجهزتنا الأمنية ليس مجرد واجب وظيفي، بل هو رسالة شرف وتضحية، وامتداد لإرث وطني عريق في حماية الأردن من كل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن أو تخريب العقول. لقد أثبتت التجارب أن الفكر المتطرف يبدأ بكلمة أو مقطع أو جلسة مشبوهة، ثم يكبر كالنار في الهشيم إن لم يجد من يطفئه بالحوار والمتابعة والوعي. وهنا يأتي دور الأسرة أولاً، ثم المدرسة والمسجد والمجتمع بأكمله في تحصين شبابنا من السموم الفكرية التي تتقنع بثياب الدين، والدين منها بريء.

فلنزرع في أبنائنا الثقة، ولنفتح لهم باب النقاش، ولنحطّهم بالقدوة الحسنة، ولنعلمهم أن الوطن خط أحمر، وأن حماية أمنه مسؤولية كل فرد. وأن الأردني الأصيل لا تنطلي عليه الأكاذيب ولا ينحرف خلف أصحاب الأجندات السوداء. فالأردن سيبقى عصياً، بفضل الله أولاً، ثم بحكمة قيادته، ويقظة أجهزته الأمنية، ووعي شعبه.

ولنذكّر دائماً أن محاربة التطرف ليست مسؤولية أمنية فقط، بل هي معركة وعي تبدأ من البيت وتستكملها مؤسسات الدولة والمجتمع بروح واحدة وهدف واحد. فالأردن الذي قدّم الشهداء وواجه كل التحديات، لن تهزه فئة ضالة ولا فكر مظلم، لأن جذوره ثابتة، وأبناؤه مخلصون لوطنهم.

سيبقى الأردن وطن العدل والسلام، وستبقى رايته مرفوعة بفضل تكاتف أبنائه ووقوفهم خلف قيادتهم الهاشمية الحكيمة، وبفضل سواعد نشامى أجهزتنا الأمنية، الحصن المنيع في وجه كل باغٍ ومعتدٍ.

حفظ الله الوطن، وقائد الوطن الهاشمي المصطفوي، وولي عهده المحبوب، وحفظ الشعب الأردني الواعي الوفي العظيم

العقيد المتقاعد فهد موفق عبدالحميدالنعيمي