22-11-2025 04:34 PM
بقلم : الدكتور علي الصلاحين
في عالم يتسارع فيه اتخاذ القرارات، قد يكون الفرق بين النجاح والفشل مجرد لحظة وعي أو غيابها. فالحماقة ليست مجرد خطأ عابر، بل سلوك يغيب فيه التفكير قبل الفعل، ويقود صاحبه والمحيطين به نحو تداعيات غير متوقعة. إنها القارب الذي يبدو سليمًا لكنه يغرق بسبب شق صغير تجاهله قائده.
لماذا تُعد الحماقة خطرًا؟
الأحمق لا يفتقر بالضرورة إلى الذكاء، لكنه يختار تجاهل الحكمة. قراراته الارتجالية تتسبب في فوضى، وتمنع التعلم، وقد تهدد استقرار الأسرة أو المؤسسة أو المجتمع بأسره. قال الحكماء:
"أحمق واحد قد يهدم ما بناه عقلاء كُثر."
ومن القصص التوضيحية
تخيل معي يارعاك الله إن رجلًا لاحظ شقًا صغيرًا في قاربه، وبدل إصلاحه بعناية، بدأ طرق الخشب بعشوائية، معتقدًا أنه يقوّي القارب. النتيجة؟ وسّع الشق وغرق القارب. درس القصة واضح: ليست المشكلة في الخطأ الأول، بل في الإصرار عليه.
الحل ممكن فالحماقة لها علاج، لكنه يحتاج إلى وعي بالنفس، تفكير قبل الفعل، قبول النصيحة، وتواضع يسمح بالتعلم. أما من يرفض الاعتراف بخطئه، فمصيره الانغماس في الخسائر، لأنه أغلق باب التعلم قبل أن يُطرق.
الخلاصة:
العقل زينة الإنسان، والحكمة حصن الحياة. ما يضمن النجاح ليس فقط المعرفة، بل القدرة على التنبّه للعواقب قبل أن نخطو أي خطوة. الحماقة قد تبدو صغيرة، لكنها قادرة على قلب الموازين، فلا تدعها تتحكم بك أو بمحيطك.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-11-2025 04:34 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||