20-11-2025 12:56 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
إن اللحظة التاريخية الهامة التي تمر فيها المنطقة الآن، وما يواكبها من التصدي للطروحات اليمينية المتطرفة يبقى هو العنوان الأبرز لهذه المرحلة، خاصة فيما نشهده من صعود لهذا التيار بتطرفه، اضافة حتى لتيارات أخرى تطرفت حد إلغاء الآخر مثل اليسار، وطروحات غير واقعية وتستقي مفاهيمها من التغذي على نشر "كلام مباع" عبر وسائل التواصل، كل هذا يستدعي التحرك.
والتأمل لما تشكله هذه التيارات من طرح للرؤى المضادة، والأردن بنموذجه الوسطي من مفردات الوسطية والشرعية، وإرساء نموذجه الإنساني، يملك خطابا يجب أن يكون فاعلا في قضايا أثقلت كاهل المنطقة وإنسانها... فالأردن وما كرسه من واقع معزز بالخطاب الملكي الهاشمي ومفرداته بات مصدرًا ملهمًا لتجارب تشكيل الثقافة الإنسانية الوسطية المحبة للحياة والملتزمة بالقضايا العادلة.
وهذه الحالة الأردنية باتت واقعًا مدافعًا بوجه حلم متطرف، مثلا بالتصدي لضم الأراضي الفلسطينية مما يترك أثرًا عميقًا، وسدًا لمنع حل الدولتين الذي يسعى العالم إلى تحقيقه.
ولقد نجحت الدبلوماسية الأردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في صياغة موقف مضاد وهو هام دوليًا من خلال الإجماع الدولي المتمثل لا حل بديل عن الدولة الفلسطينية، فالأردن في ذخيرة خطابة وما شكله من جهود وطروحات عبر سنوات مضت الكثير لمواجهة أي خطاب انعزالي بدءًا من أدوار محاربة التطرف وذلك بتشكيل خطاب سياسي قوي لأجل الاعتدال؛ أسهم بتشكيل الثقافة المضادة حيال حالة الاستثناء التي يعيشها العالم ضد طروحات التطرف وممارسة اليمين المتطرف وطروحاته.
فالأردن استطاع بجهوده الملكية أن يزيد من قوة الموقف العربي وهذا ما حصل فقد ازداد عدد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، فالدبلوماسية الملكية الأردنية رفدت الطرح العربي بما يحتاج من مفردات الوسطية والشرعية الدولية التي أصبحت فعّالة إلى حد ما في قضايا أثقلت كاهل المنطقة وإنسانها؛ فالأردن بما كرسه من واقع ومفردات بات مصدرًا أو ملهمًا في تشكل الثقافة الإنسانية الوسطية المحبة للحياة والملتزمة بقضايا العدالة.
وأصبحت الحقوق الفلسطينية معترف بها دوليًا وأمميًا واستطاعت عزل التطرف؛ فدائمًا ما يكسب الأردن ودائمًا ما تنجلي حكمة ملوك بني هاشم فيكسبون دول العالم ويحققون رصيدًا في الدبلوماسية الدولية ويقودون التوجه العربي بما يعود بالنفع على القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ونورد ما قاله الملك عبد الله الثاني ابن الحسين "إلى أنّ الأردن يدرك بصبر وحكمة أنه يعيش في منطقة صعبة لا يراد لها المزيد من الهموم والتكاتف والسعي للبناء على كل ما هو إيجابي".
فالحالة الأردنية تمضي بثبات مستمسكة بنموذجها الذي يجابه أي نوع من التطرف، ولذا فحضور هذا النموذج من منطقتنا وتكريسه وتقديمه للعالم هو تعبير عما يملكه بلدنا من خير كثير، فالعالم مهما مرت عليه ريح التغيير والفوضى، يبقى يحترم أصحاب المبدأ الشرعي بحقه، ورسالته، وغايته.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-11-2025 12:56 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||