حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,17 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3279

الركن الإماراتي في "بنان" .. رحلة تراثية تجمع بين الأصالة والابتكار

الركن الإماراتي في "بنان" .. رحلة تراثية تجمع بين الأصالة والابتكار

الركن الإماراتي في "بنان" ..  رحلة تراثية تجمع بين الأصالة والابتكار

17-11-2025 08:28 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تتواصل فعاليات الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان" في نسخته الثالثة، الذي تنظمه هيئة التراث بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في مدينة الرياض، بمشاركة أكثر من 400 حرفي وحرفية من أكثر من 40 دولة حول العالم، وبمشاركة جمهورية الصين الشعبية ضيفَ شرف لهذه النسخة.

ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الحرفيين ودعمهم وتمكينهم اقتصادياً وثقافياً، إلى جانب تعزيز التبادل الثقافي الدولي من خلال مشاركة واسعة من الحرفيين من مختلف دول العالم، بما يسهم في تبادل الخبرات والتجارب في مجالات الحرف والفنون اليدوية.


ولم يكن الركن الإماراتي هذا العام مجرد مساحة عرض داخل "بنان"، بل بدا وكأنه رحلة صغيرة تعيد الزائر إلى جذور تمتد في البيوت القديمة ورحلات البدو وأيام النساء اللواتي يصنعن الجمال من خيط وصبر.

فعند الاقتراب يلمح الزائر فوراً تناغم الحرفة مع الذاكرة؛ "التلي" بخيوطه اللامعة، و"الخوص" بأشكاله التي تنمو كالأمواج، و"السدو" بألوانه الدافئة المائلة إلى صرامة البدايات، إلى جانب "الديكورات التراثية" و"المخاوير الإماراتية" التي ارتبطت لسنوات طويلة بصورة المرأة الخليجية وخصوصيتها وأناقتها.

هذا التنوع الواضح لم يكن مجرد اختيار جمالي، بل يعكس فلسفة إماراتية تعتبر أن التراث ليس مجرد ماضي يُستعاد، بل حضور متجدد يمكنه أن يخاطب العصر ويتفاعل مع ذائقة الجيل الجديد.

ومع بدء فعاليات "بنان"، بدا الركن الإماراتي وكأنه نقطة جذب أولى؛ خطوات الزوار تتجه إليه بسهولة، وكأن الألوان والخيوط المنسوجة تمد جسوراً خفية بين ذاكرة المكان وفضول المتجولين.



اللافت أكثر كان الإقبال الكبير على "المخاوير" و"الجلابيات"، حيث وقفت الزائرات طويلاً يتأملن التفاصيل الدقيقة، ويتحسسن القماش، ويسألن عن الوقت الذي تستغرقه كل قطعة وعن سر اختلاف الزخارف من تصميم إلى آخر، إذ بدا واضحاً أن الملابس التقليدية لا تزال تحتفظ بمكانتها المميزة، خصوصاً حين تُقدَّم بروح تجمع بين الأصالة والابتكار.

تلك اللحظات من التواصل بين الجمهور والعارضات منحت الجناح نبضاً خاصاً، جعلته يتحول من مجرد مساحة عرض إلى حوار مفتوح بين تراثين: تراث يُقدَّم، وزائر يكتشفه أو يستعيده.

من جانبها، قالت فاطمة محمد، مسؤولة القسم الإماراتي، إن المشاركة في هذه الدورة "ناجحة بكل المقاييس"، موضحة أن الزوار وجدوا في المعروضات ما يجمع بين الهوية والذوق العصري، وأن الاهتمام الكبير بالمخاوير يؤكد استمرار حضور هذا الزي التاريخي رغم تغير الموضة والأساليب الحديثة.

وأضافت أن التفاعل مع "التلي" كان لافتاً أيضاً، خصوصاً بين الزوار الذين يتوقفون لمشاهدة طريقة نسجه الدقيقة التي تحتاج إلى صبر وحرفية عالية.

أما "الخوص" و"السدو" فقدّما نفسيهما بصفتهما امتداداً حقيقياً للبيئة الإماراتية؛ الأول بلونه الرملي وروائحه القريبة من الذاكرة البحرية، والثاني بخطوطه البدوية التي تحكي عن حياة تنقل ورحلة طويلة عبر الزمن.

وقد وجدت هذه الحرف قبولاً واسعاً من زوار "بنان" الذين توقف كثيرون منهم ليس فقط لاقتناء المنتجات، بل لتعلّم الحكايات الكامنة خلفها.

يذكر أن هيئة التراث تسعى من خلال الاسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان" إلى تسليط الضوء على الحِرف اليدوية، ودعم وتمكين الحِرفيين، بالإضافة إلى إبراز أهم العادات والتقاليد السعودية، والتعريف بالتراث الثقافي للمملكة، وتطويره، ونقله للأجيال القادمة، كما تهدف الهيئة إلى توفير منصة للحرفيين لعرض مهاراتهم وإبداعاتهم.








طباعة
  • المشاهدات: 3279
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-11-2025 08:28 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم