16-11-2025 01:42 PM
سرايا - يبدو أن ملف وقف إطلاق النار في غزة، والمبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب الإسرائيلية الدامية على القطاع، لا يزال يحيط بها الكثير من الغموض والملفات التي لا تزال عالقة وشائكة، وتعطل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.
ورغم أن حركة حماس التزمت بالاتفاق وأفرجت عن كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء وكذلك سلمت تقريبًا كل الجثامين لديها للجانب الإسرائيلي، إلا أن “تل أبيب” لا تزال تطلق التهديدات والتصريحات التي تبشر باستئناف الحرب مجددًا على وتير أكثر خطورة وتدمير ما تبقى من غزة.
مصادر عبرية، كشفت أن “الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لقطاع غزة مُجمّد، بسبب الخلافات حول القوة متعددة الجنسيات ونزع سلاح حركة حماس.
كما تطرقت المصادر إلى قضية “العالقين” في أنفاق رفح، الواقعة في الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ووفقاً لها، “لا يزال هناك خلاف حول مصيرهم، وبالتالي فإن الجيش يستعد لاحتمال انهيار وقف إطلاق النار”.
وفي هذا السياق، أفادت المصادر أن الجيش الإسرائيلي يعمل مع “جاريد كوشنر”، مستشار الرئيس دونالد ترامب، على خطة في حال استئناف القتال، سيتم عرضها قريباً على مجلس الوزراء.
وفي تطور آخر يؤكد صعوبة الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة، كشفت هيئة البث العبرية (“كان 11”)، أن الجيش الإسرائيلي يعتزم إعداد خطة لنزع سلاح حركة “حماس” واستئناف القتال في غزة، وذلك في حال فشلت خطة ترامب التي جرى بموجبها التوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع منذ 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
وبحسب ما أوردت الهيئة، فإن الإدارة الأميركية تسعى إلى دفع خطتها بقوة أكبر نحو المرحلة الثانية، لكنها تواجه صعوبات في ذلك.
وتتضمن المساعي الأميركية، مسودة مشروع القرار الذي قدم إلى مجلس الأمن الدولي والذي يشمل صلاحيات القوة الدولية التي تعمل إدارة ترامب على إنشائها، وهي قوة يفترض أن تعمل في غزة بالتعاون مع عناصر من الشرطة الفلسطينية.
وفي إطار احتمال عدم نجاح خطة ترامب، من المتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيلي بصياغة خطة لنزع سلاح حماس بالتزامن مع تجدد القتال.
ونقلت “كان 11” عن مسؤول إسرائيلي، قوله إن “السؤال ليس ما إذا كان سيتم نزع سلاح حماس أم لا، بل من الذي سيفعل ذلك”.
وتواصل "إسرائيل" و حماس تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، إذ جرى تبادل الأسرى الأحياء بينهما، ثم انتقلتا إلى تبادل جثث وجثامين الأسرى، في وقت تبقى جثث 3 أسرى إسرائيليين في غزة.
وتنص المرحلة الثانية من خطة ترامب إنشاء قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة بتفويض من مجلس الأمن، إذ قدمت واشنطن مسودة لمشروع القرار الذي يرحب بإنشاء “مجلس السلام” وهو هيئة حكم انتقالي لغزة سيترأسها ترامب نظريا، على أن تستمر ولايتها حتى نهاية العام 2027.
ويخول القرار الدول الأعضاء تشكيل “قوة استقرار دولية مؤقتة” تعمل مع "إسرائيل" ومصر والشرطة الفلسطينية المدربة حديثا للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية ونزع السلاح من غزة؛ وعلى عكس المسودات السابقة، يشير هذا القرار إلى إمكان قيام دولة فلسطينية.
وأثارت التعديلات التي أدخلت على مسودة القرار الأميركي تحفظات إسرائيلية تتعلق بدور الأمم المتحدة، وصلاحيات هيئة الحكم الانتقالية، ومهام قوة الاستقرار الدولية؛ وفي المقابل تستعد روسيا والصين للتصويت ضد القرار بصيغته الحالية، ما يهدد بإسقاطه قبل الوصول إلى التصويت، وسط تحذيرات أميركية من أن “عرقلة المسار قد تترك فراغا خطيرا” في إدارة المرحلة المقبلة في قطاع غزة، فيما ترى بكين وموسكو أن مشروع القرار “منحاز لـ "إسرائيل" ويفتقر إلى آليات المساءلة.
وفي مواجهة تلك المواقف الإسرائيلية، قدّرت مصادر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي أن استمرار تلك الأوضاع يدفع باتجاه ما تريده "إسرائيل" من استمرار الحرب، خاصة في ظل سيطرة القوات الإسرائيلية على أكثر من 53 في المائة من مساحة غزة، وهي المناطق الواقعة خلف الخط الأصفر المشار إليه على أنه خط انسحاب أولي، وتغلق معبر رفح، وتقنّن دخول المساعدات الإنسانية.
وترى مصادر من “حماس” أن "إسرائيل" معنية بعرقلة تنفيذ باقي بنود الاتفاق، رغم أن ترامب أكد بشكل علني وكذلك عبر الوسطاء أنه ليس بالضرورة أن يكون هناك تقدّم في البنود بشكل ترتيبي، وأنه يمكن إنجاز ما يمكن إنجازه، وتأجيل بعض الخطوات التي قد تواجه صعوبات.
وتتطابق تقييمات المصادر من “حماس” وفصائل فلسطينية أن "إسرائيل" تكثف جهدها الاستخباراتي باستخدام الطائرات المسيرة لمتابعة وملاحقة قيادات ونشطاء في المقاومة، ليكونوا بمثابة بنك أهداف لها في حال أرادت خرق اتفاق وقف إطلاق النار مجدداً، كما فعلت مرتين خلال أسبوعين من دخوله حيّز التنفيذ.
وذكرت وسائل إعلام، أن "إسرائيل" تدفع نفسها إلى الاستمرار في الحرب بأساليب مختلفة عما استخدمته خلال العامين الماضيين، وذلك من خلال موجات تصعيدية كما فعلت بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وبذلك تخوض حرباً مصغّرة تهدف بشكل أساسي إلى اغتيال ما تبقّى من قيادات ميدانية، ونشطاء بارزين في المقاومة.
وامام هذه التطورات… ماذا كسبت غزة من وقف الحرب؟ وهل القتال سيعود قريبًا؟ وهل الهدنة فخًا نُصب لحماس؟
رأي اليوم
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-11-2025 01:42 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||