12-11-2025 08:59 AM
بقلم : موفق عبدالحليم ابودلبوح
يا نفسي… كم من مرةٍ مررتِ بثقلٍ لا يُرى، لكنه كان يُنهكك من الداخل، كم من ليلةٍ سكنتِ في الصمت، تتأملين المدى،
تبحثين عن معنى واحدٍ يُطمئنكِ، عن كلمةٍ تداوي القلق الذي يضجّ في صدرك تعبتِ من الركض خلف ما لا يأتي، ومن انتظاراتٍ تُطيل فيكِ السهر لكن مهلاً يا نفسي، أحقًّا نسيتِ؟ أن الله لا يبتليكِ إلا ليُقرّبك ولا يُغلق بابًا إلا ليفتح لكِ بابًا آخر لا يخطر على بالك.
تفاءلي بالخير، تجديه ،ليست عبارةً تُقال لترضية الخائفين، بل وعدٌ من السماء، لمن يؤمن أن الله لا يُضيع من أحسن الظنّ به.
يا نفسي...حين تظلمين طريقكِ باليأس، تذكّري أن النور لا يأتي من الخارج بل من عمقكِ أنتِ فالنور ليس غياب الظلام، بل القدرة على رؤيته رغم وجوده والتفاؤل ليس زينة الكلمات، بل عبادةٌ خفية،هي أن تختاري الرجاء على الرغم من كل ما يُقال لكِ بأن الأمل ساذج تفاءلي، حتى لو تعثّرتِ ألف مرة، حتى لو خذلكِ الناس، وغاب عنكِ ما أحببتِ.
تفاءلي لأنكِ ما زلتِ قادرةً على الإحساس، على المحاولة، على الدعاء وهذه وحدها نعمةٌ تستحق الشكر.
يا نفسي...لا تجعلي الحزن يقنعكِ بأن الأيام متشابهة، فلكل يومٍ لونه ولكل صباحٍ رحمته قد تستيقظين يوماً لتجدين أن كل ما أثقلكِ بالأمس، أصبح لا وزن له وتذكّري أن الفرج لا يطرق الأبواب صاخباً، بل يأتي همسًا، خفيفًا، حين تهدأ العاصفة وإن بكيتِ، فليكن بكاؤكِ سجدةً لا انكسارًا وإن شعرتِ بالضياع، فاستقبلي ضياعكِ كمرحلةٍ في الطريق، لا نهاية الرحلة فما أضيق الحياة على من يظن أن الحزن هو النهاية وما أوسعها على من يرى في الألم بابًا للمعرفة.
يا نفسي...تفاءلي لأن الخير لا يتأخر، بل ينتظر اللحظة المناسبة ليصل ، تفاءلي لأن الله يعدّكِ لكل ما دعوتِ به يومًا قد لا يجيبكِ فورًا، لكنه يهيّئكِ لتكوني أهلًا للإجابة تفاءلي لأنكِ ما دمتِ تنوين الخير، فإن الخير قادم لا محالة ولا تجعلي التشاؤم يسرق منكِ جمال اللحظة وانظري إلى الوردة الصغيرة التي نبتت في ركن الطريق، إلى الطفل الذي يضحك رغم الفقر، إلى السماء التي تُبدّل لونها كل مساء لتقول لكِ: إن التغيّر لا يعني الفقد، بل يعني التجدد.
يا نفسي...كلّما ثقل قلبكِ، قولي: سيجعل الله بعد عسرٍ يُسرً.كلّما ضاق بكِ الطريق، قولي: ربّي معي .
كلّما شعرتِ أن الأمل يبتعد، قولي: إن ربي لطيفٌ لما يشاء ، تفاءلي بالخير، لأن الله لا ينسى لأنه يرى ضعفك حين تُخفينه، ويسمع صوتك وإن لم تتكلمي ويعلم كم مرةٍ تصنّعتِ القوة بينما كنتِ على وشك الانكسارهو يعلم... ولذلك يكتب لكِ من الرحمة أكثر مما تظنين.
تفاءلي، يا نفسي، فما بين لحظةٍ وأخرى، قد ينقلب الحزن فرحًا وقد يصبح الانتظار هديةً لم تكن لتأتي لولا الصبر فالأقدار لا تخطئ، والوقت لا يتأخروما كتب الله لكِ… لن يأخذه أحد.
يا نفسي...عيشي بيقين أن الغيب لا يحمل إلا خيرًاوأن الله إن أخذ شيئًا، فلأنه أراد أن يمنحكِ ما هو أنقى وأبقى ولا تنظري إلى الأيام على أنها تمضي بل على أنها تُربّيكِ، تصقلكِ، وتُعلّمكِ كيف تكونين أكثر ثباتًا وأقرب إلى الله.
وفي كل حين، تذكّري: التفاؤل ليس ضعفًا في رؤية الواقع بل هو رؤيةٌ أعمق، تنظر من خلال الألم إلى النور الذي بعده.
تفاءلي بالخير... تجديه ليس وعدًا من بشر، بل وعدٌ من ربٍّ كريمٍ،إذا قال للشيء: كن… فيكون
موفق عدالحليم ابودلبوح
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-11-2025 08:59 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||