04-11-2025 10:13 AM
بقلم : فيصل تايه
في وطن ما تزال فيه قيم الانتماء تقاس بالفعل لا بالقول، تثبت شركة مناجم الفوسفات الأردنية أنها ليست مجرد "عملاق اقتصادي" ، بل مؤسسة وطنية تتنفس روح المسؤولية وتتحرك بنبض الأرض والإنسان ، فبقيادة "الدكتور محمد الذنيبات" ، تتجدد معاني العطاء وتتعاظم فكرة أن الشركة الناجحة هي تلك التي تدرك أن ثرواتها الحقيقية لا تقاس بما تنتجه من معادن ، بل بما تحدثه من أثر في حياة الناس وكرامتهم ومعيشتهم.
حين أعلنت الشركة تكفلها بحل مشكلة "مياه البربيطة" في محافظة الطفيلة، كان المشهد أكثر من مجرد استجابة لاحتياج خدمي، بل كان ترجمة صادقة لرؤية مؤسسية راسخة تؤمن بأن خدمة المواطن ليست منة، بل واجب وطني مقدّس ، لم تكن المبادرة عملا آنياً أو لفتة دعائية، بل تعبيراً عميقاً عن فلسفة وطنية ترى أن المسؤولية لا تتجزأ ، وأن الانتماء للوطن فعل يومي لا ينتظر التوجيه أو التذكير ، اذ ان هذه المبادرة لا تأتي صدفة، بل تنبع من إرث طويل من الالتزام والمسؤولية، رسخه الدكتور الذنيبات في فكر الشركة ونهجها وضميرها المؤسسي.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تمد فيها الفوسفات يدها نحو الناس ، فمن دعمها للتعليم في المحافظات النائية، إلى مساهمتها في بناء المدارس وتأهيلها، ومن رعايتها للمبادرات الصحية التي تلامس احتياجات الناس، إلى وقوفها الدائم إلى جانب المجتمعات في الجنوب والشمال، ظل حضورها الإنساني موازياً لحضورها الاقتصادي ، وفي بيئة غالباً ما تختزل فيها الشركات في حدود الإنتاج والربح، اختارت الفوسفات أن تكون مختلفة، أن تكون جزءاً من حياة الناس اليومية، شريكاً في المدرسة والمستشفى والطريق والمجتمع المحلي ، أثبتت أن التنمية الحقيقية لا تكتمل إلا حين تلامس الإنسان قبل الحجر، والكرامة قبل الأرقام.
وفي العقبة ومعان والشيديه والرصيفة وغيرها، تركت الشركة بصمتها في مشاريع بيئية وتنموية، زراعة وتشجيراً وإعادة تأهيل، لتؤكد أن العلاقة بين الصناعة والبيئة ليست صراعاً كما يقال ، بل تكامل نبيل حين تكون النية خالصة والإرادة صادقة ، فالأرض التي تعطي تستحق أن تصان ، وهذا ما تدركه "الفوسفات" جيداً وهي تعيد للأرض بهاءها، وللمكان حيويته، وللناس ثقتهم بأن الصناعة يمكن أن تكون وجه الخير والنماء ، ففي كل مبادرة من مبادراتها، يظهر الإصرار على أن تكون الشركة جزءاً من الحل لا متفرجة على المشكلة، وأن تكون شريكاً في صناعة الغد ، لا مجرد شاهد على تحدياته.
اللافت في هذا النهج أنه لا يقوم على التبرع الموسمي أو المبادرات المؤقتة، بل على رؤية مؤسسية متكاملة تعتبر "المسؤولية المجتمعية" ركيزة أصيلة من ركائز العمل الوطني ، ولهذا، لم يكن غريباً أن تكون "الفوسفات" حاضرة في الأزمات كما في لحظات البناء، في الميدان كما في المكاتب، وفي حياة الناس كما في أرقامها الاقتصادية ، فقد أعادت الشركة تعريف معنى "المؤسسة الوطنية" ، لتغدو نموذجاً يحتذى في تحويل القوة الاقتصادية إلى طاقة عطاء وتنمية وبناء.
إن ما تقوم به شركة مناجم الفوسفات الأردنية اليوم يعكس وعياً عميقاً بدور القطاع الخاص في خدمة الوطن، ويترجم رؤية قيادتها بأن النجاح لا يقاس بما يضاف إلى الرصيد المالي، بل بما يزرع في وجدان الناس من أثر طيب وثقة راسخة ، لذا فقد جعلت الشركة من كل مبادرة لها رسالة تقول إن "الانتماء الحقيقي" ليس شعاراً يرفع، بل مسؤولية تمارس، وإن العطاء حين يكون صادقاً لا يحتاج إلى إعلان أو تصفيق، بل يكفي أن يلمسه المواطن في واقعه، وأن يراه في تحسن حياته وبيئته وخدماته.
وهكذا، تظل الفوسفات الأردنية مثالاً للشركة التي فهمت أن خدمة الوطن ليست خياراً إضافياً في مسيرة النجاح، بل هي جوهره الحقيقي وروحه النقية ، فما بين مشروع يروي عطش البربيطة، ومدرسة تفتح أبوابها لأبناء الجنوب، ومستشفى يجد دعماً لمعداته وخدماته، تتجلى قصة شركة آمنت أن الوطن أكبر من "دفتر حساب" ، وأن العطاء حين يصدر من القلب لا يقاس بالأرقام ، بل بالأثر الذي يتركه في حياة الناس ، ومن هنا، تبقى شركة مناجم الفوسفات الأردنية، بقيادتها الواعية، عنواناً مضيئاً في سجل الوفاء والانتماء، ونموذجاً حقيقياً لمعنى أن تكون المؤسسة ابنة الوطن وخادمته في آن واحد.
والله الموفق
مع تحياتي
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-11-2025 10:13 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||