01-11-2025 09:43 AM
بقلم : أ. علي الزينات
في كلّ صباح تشرق فيه الشمس على أرض النيلين، ينهض السودان مثخنا بالجراح، يضمد جراحه بدمه، ويبتسم رغم الألم، وكأن النيل فيه يرفض أن يجف حتى لو سالت دماء أبنائه في مجراه.
يا للسودان... ما أغناك عن هذا الخراب، وما أوجع ما يحدث على أرضك! بلد ولد من رحم الطيبة والكرم، ومن عروق نخيله تنبض المروءة والشهامة، واليوم يختزل اسمه في نشرات الأخبار تحت عناوين الحرب والمجاعة والنزوح، مشاهد ذبح جعلتنا نبكي حزنا والما وقهرا ....
كيف لبلد كان مهد الحضارات الأولى أن يتحوّل إلى مقبرةٍ لأحلام أطفاله؟ كيف لأب سوداني يحمل بيديه حفنة قمح أن يتحوّل إلى لاجئ يبحث عن رغيف خبز؟ كيف لأم كانت تزرع الأمل في عيون أبنائها أن تغفو على صوت القصف بدلًا من زغاريد الفرح؟ وكيف نمحو من ذاكرتنا تلك السودانية التي تحتضن ولدها دفاعا عنه من رصاص القتل؟
السودان اليوم ليس بحاجة إلى رصاص جديد أو خطابات قديمة تعيد تقسيمه بين قاتل ومقتول، بل بحاجة إلى صحوة ضمير تعيد له إنسانيته قبل أرضه، ووحدته قبل سيادته.
ليس في الحرب منتصر حقيقي، فالجميع فيها خاسرون، والشعب وحده من يدفع ثمن جنون الساسة وعجز العالم وصمت الأشقاء.
يا أهل السودان، يا أهل النخوة والشهامة ، إنّ خلاصكم لن يأتي من بندقية أو عاصمة بعيدة، بل منكم أنتم، من وحدتكم، من وعيكم بأن الوطن لا يبنى بالثأر، بل بالمغفرة، ولا يستعاد بالدم، بل بالصدق ، ولا بارك الله بالمحرضين.
اجعلوا من آلامكم جسرا نحو فجر جديد، ومن دموعكم نهرا يغسل وجع الوطن، ولا تسمحوا لتاريخكم أن يكتب بيد غيركم .
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-11-2025 09:43 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||