حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,29 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5426

د. خالد السليمي يكتب: القاضي يقول "نريد الانضباط على إيقاع حركة الدولة وأن يكونوا رديفاً لها لا عبئاً عليها"

د. خالد السليمي يكتب: القاضي يقول "نريد الانضباط على إيقاع حركة الدولة وأن يكونوا رديفاً لها لا عبئاً عليها"

د. خالد السليمي يكتب: القاضي يقول "نريد الانضباط على إيقاع حركة الدولة وأن يكونوا رديفاً لها لا عبئاً عليها"

28-10-2025 11:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. خالد السليمي
الشعب ليس عبئاً يا معالي الرئيس… بل هو الوطن ذاته
صوت الشعب لا يُختزل في عبارة معالي رئيس مجلس النواب الجديد مازن القاضي عندما يقول: "نريد الانضباط على إيقاع حركة الدولة وأن يكونوا رديفاً لها لا عبئاً عليها."
هل بلشنا يا معالي الرئيس، ونحن نسمع النغمة ذاتها التي تكررت منذ عقود: "كونوا عوناً للدولة لا عبئاً عليها"، وكأن الشعب هو الجهة التي تستنزف الوطن بدل أن تبنيه، الحقيقة أن الدولة هي الشعب، والشعب هو الدولة، وما يصيبه من ضيق وإحباط إنما هو نتيجة لسياسات وإدارات لم تُنصت لهمومه، فالشعب الأردني هو من صبر، ودفع، وتحمل، ولم يتخلَّ يوماً عن وطنه، فليس من العدل أن يُحمَّل العبء الأكبر بينما لا يرى إصلاحاً حقيقياً على الأرض.

الأردن بخير ولكنّ الخلل في الإدارة
معاليك، البلد بخير، والشعب ممتاز، ولكن من يُدير دفة الحكومات ومجالس الأمة هم من أرهقوه وأحبطوه، فالأردن لا ينقصه الولاء ولا الانتماء، فشعبه كان دائماً الدرع الأول في وجه الأزمات، لكنه اليوم يفتقر إلى قيادة تنفيذية وتشريعية تتقي الله في قراراتها وتضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار، المواطن الأردني الذي يئن تحت وطأة الأسعار، وارتفاع الضرائب، وانقطاع الفرص، يريد فقط أن يشعر أن صوته مسموع وأن كرامته مصانة، ما يفتقده الشعب ليس الأمل بل من يزرع الأمل فيهم بصدق لا بخطب وشعارات.

بين الخطاب والواقع مسافة مؤلمة
الناس يا معالي الرئيس لم تعُد تنتظر خطابات تُسكن الأوجاع، بل تنتظر قرارات تداويها، الشعب يواجه يومياً فواتير الكهرباء والماء التي تُنهك الأسر، وأسعار المحروقات التي تشتعل كل شهر، وضرائب تتضاعف بلا رحمة، المواطن اليوم يعيش في معركة بقاء يومية، بينما يقرأ عن رواتب ومكافآت ومناصب فوق الخيال، من هنا يبدأ الانفصام بين الدولة ومواطنيها: حين يشعر المواطن أن من يُمثله لا يعي معاناته، بل يبررها، أليس الأولى أن تُعاد صياغة العلاقة بين الدولة وشعبها على أساس العدالة لا الخطابة؟

كبرياء الكراسي لا يبني الأوطان
معليكم، اتركوا كبرياء الكراسي جانباً، وانزلوا إلى الناس، تحسسوا نبضهم، اسمعوا أنينهم، فالوطن ليس أرقام موازنات ولا تقارير لجان، بل هو هذا المواطن الذي يعمل ليلاً ونهاراً، ويدفع ما عليه وأكثر، ليبقى واقفاً، خففوا من وطأة القهر، ومن سطوة الجباية، وابدأوا بمشاريع تُعيد الثقة لا البيانات، فحين يرى المواطن عملاً حقيقياً على الأرض، سيكون هو أول من يُساند الدولة بلا تردد، لأنه ببساطة شريك لا تابع، وركيزة لا عبء.

من خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني تُستعاد البوصلة
تذكّروا دائماً قول جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين: "الإنسان هو أغلى ما نملك" فهذه العبارة ليست شعاراً، بل منهاج حكم ورؤية قيادة، وهي دعوة صريحة إلى أن تبدأ كل إصلاحات الدولة من الإنسان نفسه، فحين يشعر المواطن بالعدالة، سيعمل بإخلاص، وحين تُصان كرامته، سيُعطي بلا حدود، فجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله دعا مراراً إلى محاربة الفساد والترهل، وإلى أن تكون العدالة الاجتماعية خط الدفاع الأول عن استقرار الأردن، فلنبدأ من هنا: من الإنسان، من كرامته، من حقه في حياة كريمة، من حلمه بوطنٍ يبادله الحب عدلاً وعملاً.

من هنا يبدأ العون الحقيقي للدولة
معالي الرئيس مازن القاضي، الوطن اليوم لا يحتاج إلى شعارات، بل إلى رجال دولة يضعون الشعب في صدارة القرار، فالأردنيون لا يريدون معجزات، فقط يريدون مسؤولين يشعرون بهم، يرونهم، يسمعونهم، كونوا أنتم البداية، لا تكراراً لمن سبق، فأنتم تملكون فرصة لتصحيح المسار، لتكونوا مجلساً يُسجل له لا عليه، فحين تنحازون للشعب، ستكونون فعلاً "عوناً للدولة"، لأن الدولة القوية لا تقوم إلا على شعب قوي، واثق، مخلص، وشريك حقيقي في بناء المستقبل.

نداء إلى مجلس الأمة: الإصلاح لا ينتظر أكثر
معالي الرئيس، أصحاب السعادة، إن الوطن اليوم يقف على مفترقٍ دقيق من تاريخه، والأردنيون لا يريدون مزيداً من الكلام، بل يريدون أن يروا مجلساً يشبههم، يعكس وجعهم ويعبّر عنهم بصدقٍ لا بمجاملة، فالوقت لم يعُد يحتمل المساومات ولا التردد، فالمطلوب الآن هو تحرك تشريعي ورقابي حقيقي يُعيد الثقة بالمؤسسات، ابدأوا بمحاربة الفساد لا بالشعارات بل بالأفعال، وافتحوا ملفات الهدر بلا خوف، فالأردني يستحق الشفافية الكاملة، راجعوا قوانين الضرائب وأسعار الطاقة والمياه لتخفيف العبء عن الطبقة الوسطى والفقيرة التي تحملت ما يفوق طاقتها، أعيدوا النظر في استقلالية الهيئات التي تستنزف الموازنة بلا إنتاج، وأطلقوا مشاريع تشغيل وتنمية واقعية تمس حياة الناس، كونوا شركاء في بناء الدولة الحديثة التي أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، دولة القانون والعدالة والمواطَنة الفاعلة.
حين تكونون كذلك، سيقف الشعب خلفكم لا أمامكم، وسيكتب التاريخ أن هذا المجلس كان بداية الإصلاح لا نهايته.











طباعة
  • المشاهدات: 5426
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-10-2025 11:42 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم