بقلم : أ. علي الزينات
في زمنٍ تهاوت فيه الثوابت، وتبدلت فيه المواقف، يبقى الملك عبد الله الثاني ثابتا كالأرض التي يقف عليها، مؤمنا بأن القوة الحقيقية لا تأتي من السلاح ولا من السياسة، بل من الإيمان بالله والصدق مع الشعب الذي يعشق تفاصيل مليكه .

نعم يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله. يقلق حين يرى وطنه محاطا بالعواصف، ويقلق حين تتألم الأمة، ويقلق حين يشتد الخطر على القدس وغزة، لكنه لا يعرف الخوف ، لأن من يخاف الله لا يخشى سواه.

قلقه ليس ضعفا بل إحساس القيادة بالمسؤولية. هو قلق الأب على أبنائه، وقلب الحاكم الذي يسهر ليطمئن أن الوطن بخير، وأن الأردني ينام آمنا في بيته، مرفوع الرأس، عزيز الكرامة.
هذا القلق هو دليل الوفاء، ودليل أن في القصر رجلا لا ينام حين تتألم الأمة، ولا يسكت حين ينتهك الحق، ولا يتردد حين يتطلب الموقف.

كم من مرة وقف جلالته شامخا في وجه الضغوط الدولية، ثابتا على مبادئه، صادقا في كلمته، رافضا أن يساوم على القدس، أو أن يفرط بذرة من تراب الأردن أو فلسطين.
وحين يكون الحديث عن غزة، يتحدث بضمير الموقف الهاشمي، وبإرث من وقفوا على أسوار القدس ورفعوا راية العروبة عاليًا.

إنه ملك يعرف أن المنصب تكليف لا تشريف، وأن الله وحده هو من يهاب، وأن التاريخ لا يرحم من باعوا مبادئهم.
لذلك، نراه يواجه العالم بإيمان لا يلين، وبشجاعة تنبع من إيمانه بربه، ومن ثقته بشعبه الذي يقف خلفه صفًا واحدا ، وعزيمة الشباب وهمة واخلاص ابناء القوات المسلحة.

يقلق الملك… لأن في قلبه وطن.
ولا يخاف إلا الله… لأن في قلبه إيمان.

وسيظل هذا القلق الشريف، وتلك الشجاعة المؤمنة، هما درع الأردن وسر بقائه، مهما اشتدت العواصف، ومهما تغيرت الوجوه.
فالأردن اليوم كما كان في الأمس ثابت بقيادته ، قوي بإيمانه، عزيز بمليكه الذي لا يخاف إلا الله ،،،