26-10-2025 02:44 PM
بقلم : النائب فراس القبلان
جاء خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية الثانية ليضع أمام الدولة، حكومةً وبرلماناً ومؤسسات، خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة.
لم يكن خطاب مجاملة ولا بروتوكولاً افتتاحياً، بل كان ـ كما وصفه جلالته ضمناً ـ كشف حساب للهوية والنهج والاستمرار.
ذكّر الملك بأن الأردن وُلد في رحم الأزمات، ونشأ في قلب المعاناة، لكنه ظل يصمد ويتجاوز العواصف بفضل وعي الشعب وحكمته وصلابة مؤسساته.
وعندما تساءل الناس: “كيف يشعر الملك؟” أجاب بصراحة نادرة: “أشعر بالقلق… ولا أخاف إلا الله ما دمت مدعوماً بشعبي”.
جملة تختصر علاقة عقدية بين القيادة والشعب، أساسها الثقة واليقين.
أكد جلالته أن الأردن كان وسيبقى باباً مفتوحاً للضعيف وللاجئ والمظلوم، لم يأكل خيره وحده؛ فالأردني زرع فأطعم، وتعلم فعلم، وتقاسم لقمة الأرض وكرامة العيش.
ثم وضع الملك حجر الأساس لمراحل الإصلاح: إصلاح سياسي حزبي منظم، إصلاح اقتصادي واستثماري يخلق فرص العمل ويرفع مستوى المعيشة، إصلاح إداري ينهض بالقطاع العام، وإصلاح تربوي يعيد التعليم إلى مصاف القوة والقدرة، إلى جانب تطوير قطاع الصحة، والنقل، وتحسين جودة الحياة بما يلمسه المواطن في الشارع لا على الورق.
وفي البُعد القومي، أعاد جلالته تثبيت الثوابت: دعم لا محدود لغزة الصامدة بالفعل لا بالشعار، واستمرار الوصاية الهاشمية على المقدسات، والوقوف مع فلسطين ومظلومية شعبها حتى قيام الحق.
وختم الملك بخلاصة الدولة الأردنية: أزمات مضت، نزاعات انطفأت، أطراف تبدلت… لكن الأردن بقي، لأنه دولة مؤسسات، وجيش عقيدة، وشعب واعٍ، وأرض مباركة ولادة للأحرار.
ذلك الخطاب لم يكن افتتاح دورة برلمانية فقط؛ بل افتتاح مرحلة وعي جديدة عنوانها: خدمة وطن قوي بشعبه ومؤسساته، يمشي إلى المستقبل بثقة الماضي وبوصلة الثوابت.
بقلم : النائب فراس القبلان
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-10-2025 02:44 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||