حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,25 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2590

الصيدلانية أبو دياك تكتب: البطاقة الطبية .. "ورقة صغيرة لحماية كبيرة"

الصيدلانية أبو دياك تكتب: البطاقة الطبية .. "ورقة صغيرة لحماية كبيرة"

الصيدلانية أبو دياك تكتب: البطاقة الطبية  .. "ورقة صغيرة لحماية كبيرة"

23-10-2025 01:16 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الصيدلانية رنا أبو دياك

في ظل التطور المتسارع للرعاية الصحية تظل الحاجة إلى التواصل السريع والفعال بالمعلومات الطبية الحيوية أمرًا بالغ الأهمية خاصةً في حالات الطوارئ التي لا تمنح المجال للبحث المطول في السجلات.

إن حمل الشخص لبطاقة طوارئ طبية سواء كانت ورقة صغيرة محمولة في المحفظة ( بطاقة تعريف أو سوار تنبيه تحمل ملخصًا دقيقًا لحالته الصحية) هذا ليس مجرد إجراء وقائي، بل هو إجراء طبي أساسي يمكن أن يُسرِّع من عملية اتخاذ القرار السليم وينقذ حياة صاحبه .

هذه الأداة البسيطة تعمل كـ "سفير" للمريض في اللحظات الحرجة، متحدثةً باسمه عندما يكون عاجزًا عن الكلام.
تكمن الأهمية الطبية والإكلينيكية لهذه البطاقة في قدرتها على توفير معلومات فورية وحاسمة للمستجيبين الأوليين (المسعفين) وأطباء الطوارئ ففي حال فقدان الوعي .


أو عدم القدرة على التواصل نتيجة لصدمة إصابة بالغة أو نوبة طبية مفاجئة (مثل نوبة صرع أو غيبوبة سكر) تساعد هذه المعلومات على توجيه الفريق الطبي نحو التشخيص الأقرب والأكثر دقة. هذه السرعة في تحديد الحالة الأساسية، مثل المعاناة من مرض السكري، أو وجود جهاز مزروع كـ ناظم القلب أو الاعتماد على دواء معين، تقلل بشكل كبير من احتمالية التشخيص الخاطئ الذي يمكن أن يضيع وقتًا ثمينًا في تقديم العناية اللازمة.

من النقاط الجوهرية التي تعالجها بطاقة الطوارئ هي منع حدوث التفاعلات الدوائية والحساسية الخطيرة. فالبطاقة يجب أن تتضمن قائمة واضحة ومحدثة بأهم الأدوية التي يتناولها الشخص بانتظام، إلى جانب أي حساسية معروفة سواء للأدوية (مثل البنسلين) أو لمواد معينة (مثل اللاتكس أو بعض الأطعمة).

هذه المعلومة حيوية جدًا لتجنب إعطاء دواء قد يسبب تفاعلًا تحسسيًا مهددًا للحياة (كصدمة الحساسية)، أو دواء يتعارض بشكل خطير مع علاج آخر يتناوله المريض، وخاصة الأدوية التي تؤثر على تخثر الدم، حيث يتطلب ذلك بروتوكولات تعامل مختلفة في حال التعرض لجروح أو نزيف.

كما تضمن البطاقة الإرشاد إلى العلاج الفوري والمناسب؛ ففي حالات مثل الأفراد الذين يعتمدون على الأنسولين، معرفة حالتهم توجه الفريق الطبي فورًا لفحص مستوى سكر الدم، بينما في حالة مرضى اضطرابات التخثر أو من يحملون أجهزة طبية، فإنها تنبههم إلى ضرورة اتباع إجراءات خاصة عند التعامل معهم.

فضلاً عن ذلك، يجب أن تشتمل البطاقة على أرقام اتصال للأقارب أو الشخص المسؤول عن الرعاية، مما يسهل على الطاقم الطبي التواصل معهم لإبلاغهم بالحالة، واستقاء المزيد من التفاصيل التاريخية، وضمان وجود من يخول له اتخاذ القرارات العلاجية نيابة عن المريض إذا كان غير مؤهل لذلك.

لذا، يجب أن تتضمن بطاقة الطوارئ الطبية بيانات أساسية لا غنى عنها، وهي: الاسم الكامل وتاريخ الميلاد، قائمة شاملة ومركزة للحالات الطبية المزمنة الرئيسية (مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، الصرع) جميع الحساسيات المعروفة بالإضافة إلى كتابة على الوجه الاخر من الورقة قائمة بأهم الأدوية الحالية والجرعات، فصيلة الدم (إذا كانت مؤكدة)، وأهم نقطتين وهما اسم ورقم هاتف شخص يُتصل به في حالات الطوارئ، واسم ورقم الطبيب المعالج إن أمكن.

إن التوصية بحمل هذه البطاقة لا تقتصر على كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة معقدة فحسب، بل تمتد لتشمل جميع الأفراد، لا سيما الأطفال الذين يعانون من حساسيات مفرطة أو حالات صحية قد تكون غير ظاهرة بوضوح.


إن التوعية بأهمية بطاقة الطوارئ الطبية تمثل مسؤولية مجتمعية وصحية مشتركة وهي خطوة بسيطة وميسورة لكنها تترجم الوعي الصحي إلى إجراء عملي وملموس يقلل من المخاطر الصحية ويحسن من فعالية وسرعة الرعاية المقدمة في اللحظات التي لا تحتمل التأخير.











طباعة
  • المشاهدات: 2590
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-10-2025 01:16 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم