22-10-2025 10:52 AM
بقلم : الدكتورة فاطمة العقاربة
خطاب الكراهية بشكل عام هو بث الكراهيةوالتحريض على النزاعات والصراعات الطائفية والإقليميةالضيقة والتحريض على إنكاروجودالآخروإنسانيته وتهميشه ونشرالفتنةواستخدام اساليب الفزعة واختيارالكلمات النابية والصوت ا لعالي ضد طائفة دينيةاوعرقية والحض على العنف واتهام الطرف الآخربالخيانة والفساد في وسائل الإعلام مما له تأثيرسلبي ومدمرعلى المجتمعات والدول
وبناءا على ما يجرى في المنطقة المحيطة بنا فهناك حاجة ماسة لتمييز الخط الفاصل ما بين حرية التعبير وعدم الانخراط بخطاب الكراهية عبر الانترنت باي شكل من الاشكال حيث يصعب احتوئها في حال حدوثها نظرا لطبيعتها وسهولة انتشارها. ونرى بشكل واضح على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات عنصرية وعدوانية. نعتقد انه من الضروري التصدي لخطاب الكراهية على شبكة الانترنت والنهوض بحقوق الانسان لتوسيع التعددية والاندماج الاجتماعي في مجالات الحياة المختلفة وذلك من خلال منع اي شكل من اشكال التعبير التي تعمل على تحريض او تشجيع او تبرير الكراهية على اساس التعصب.
يمثل الانترنت الية لنشر الديمقراطية وبنفس الوقت يمكن ان يكون مكان خصب للجماعات التي تستخدمه لتعزيز قضيتها من خلال نشر خطاب الكراهية. والتنظيم غير الملائم لخطاب الكراهية عبر الانترنت قد يؤدي الى قمع الحق في حرية التعبير. والمطلوب ايجاد التوازن لتفادي الرقابة على الانترنت من خلال تشجيع التبادل الحر والمفتوح للافكار عبر الانترنت بالاضافة الى منع خطاب الكراهية مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي .
اننا لانزال بحاجة للاستمرار بحملة التصدي لخطاب الكراهية عبر الانترنت بهدف نشر وزيادة الوعي والى تغيير السلوك المجتمعي ايجابيا حول ضاهرة خطاب الكراهية عبر امواقع التواصل الاجتماعي وفي ظل منطقة يسودها خطاب الكراهية ويحيط هذا الخطاب بنا من كل ناحية، فلا بد وأن تكون محاولاتنا لوقف هذا الخطاب في الأردن والسيطرة عليه جادة فانتشار خطاب الكراهية سريع ولا يمكن مواجهته إلا من خلال خطاب إعلامي متسامح ويعزز احترام الاختلاف وقبول الآخر.
ان خطاب الكراهية اقوى واشد ضرراً من الرصاصة القاتلة لان التحريض على الجماعات او الافراد بسبب الرأي او الموقف او بسبب التباين الطائفي او الديني هو عمل مرفوض على الاطلاق وان خطاب الكراهيه قد يدخل في بعض الاحيان في الشائعات المسيئة وتكون في غالب الاحيان غير بريئة بل خدمة لمصالح واجندات خارجية تخدم مصالح اعداء الوطن ومن يستخدم المساحات لبث خطاب معين على اساس انه وطني وهو مبطن توطيني مشوه يعتبر من الحالات الخطرة التي لابد من مراقبتها خصوصا انها ترمي ببعض الاحيان الى التجييش للشباب ونشر التفرقة الفكرية والنزعة الوطنية باستخدام خطاب مؤدلج مؤجج يعمل على غسل الادمغة للشباب عبر منصتي اكس وتيكتوك .
ونرى أن القوانين المحلية أظهرت قصورا واضحا في معالجة خطاب الكراهية والتحريض على الفتنة والعنصرية بين افراد الشعب ، وبالرغم من وجود قوانين تجرم هذا الخطاب الا ان بعض منها يجب التشديد فيه لاستخدام مصطلحات كراهية مبطنة ، مما أدى بدعاة الكراهية والعنصرية للإفلات من العقاب، بينما أدت كتاباتهم ونشاطاتهم إلى تعزيز الصراعات المحلية، وتعميق روح الكراهية داخل المجتمع.
وتحدد انواع خطاب الكراهية: دعوة التحريض الى العنف، تبرير الجرائم، الدعوة للتحريض الى عدم التسامح الديني، الدعوة للتحريض الى العصبية العنفية، التهويل والتكفير.أما في ما يخص اشكال خطاب الكراهية وهي: التعميم، الترويج للصور النمطية، التضليل والترويج كما لابد من معرفة كيف نشأ خطاب الكراهية ؟
ان خطاب الكراهية هو الخطاب الذي يدعو لأعمال العنف أو الكراهية، ويوجِد مناخاً من الأحكام المسبقة التي قد تشجّع على ارتكاب جرائم الكراهية، مشيراً إلى أن لغة خطاب الكراهية غالباً ما تعتمد على التشويه والتعبريات غير اللائقة، وهي لغة انفعالية لا تعتمد على العقل، بل تعتمد على بعد انفعالي بسيط إلى أن خطاب الكراهية بدأ يتسلل إلى المجتمع، على مستوى المدارس والجامعات مما ادى الى ما يسمى التنمر الالكتروني والعنف الجامعي والتنمر المجتمعي وهي مصطلحات تنبثق عن خطاب الكراهية .
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
22-10-2025 10:52 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||