سرايا - كثير من المستخدمين يظنون أن زيادة حجم ذاكرة RAM في الكمبيوتر هي الحل السحري لجعل أجهزتهم تعمل بسرعة أكبر. لكن تقريرًا تقنيًا حديثًا أوضح أن الأمر ليس بهذه البساطة.

فبينما تعد الذاكرة عاملاً مهماً في الأداء العام، إلا أن تأثيرها يختلف جذرياً حسب طبيعة الاستخدام ونوع النظام والمكونات الأخرى في الجهاز.

ليست العامل الوحيد

يشير التقرير إلى أن زيادة حجم الذاكرة العشوائية قد لا تُحدث أي فرقًا ملموسًا في الأداء إذا كان النظام أصلاً لا يستخدم كل السعة المتوفرة لديه.

على سبيل المثال، إذا كان الحاسوب يحتوي على 16 غيغابايت من RAM ولا يتجاوز استهلاكه 8 غيغابايت أثناء الاستخدام المعتاد، فإن ترقية الذاكرة إلى 32 جيجابايت لن تضيف أي تسريع فعلي. 


ويؤكد الخبراء أن السبب في بطء أداء العديد من الحواسيب ليس قلة الذاكرة، بل بطء وحدة التخزينHDD  أو ضعف المعالج أو كثرة التطبيقات التي تعمل في الخلفية.

متى تكون مفيدة؟

بحسب التقرير، تصبح زيادة الذاكرة ضرورية في حالات معينة، على سبيل المثال عند تشغيل برامج التصميم أو تحرير الفيديو التي تستهلك موارد كبيرة، أو أثناء استخدام ألعاب ثقيلة أو منصات تطوير برمجية متعددة. 

كذلك، عند فتح عدد ضخم من علامات التبويب في المتصفحات الحديثة مثل  كروم وإدج. ففي هذه الحالات، تسهم الزيادة في RAM في تقليل الاعتماد على ملف الذاكرة الافتراضية في القرص الصلب، مما يجعل النظام أكثر استجابة وسلاسة.

التوازن هو المفتاح

يحذر التقرير من أن ترقية الذاكرة دون النظر إلى باقي المكونات قد تكون فقط إهداراً للمال. فالكمبيوتر المتوازن يحتاج إلى توافق بين المعالج CPU وبطاقة الرسوميات GPU ووحدة التخزين SSD والـRAM.

كما ينصح الخبراء المستخدمين بمراقبة معدل استخدام الذاكرة من خلال أدوات النظام قبل اتخاذ قرار الشراء، لمعرفة ما إذا كانت فعلاً تمثل تحسنًا في الأداء.

وفي الختام فإن إضافة المزيد من الذاكرة ليست دوماً الحل الأمثل لتسريع الحاسوب، لكنها قد تكون ذات تأثير واضح في بيئات العمل الاحترافية أو عند تعدد المهام الثقيلة. أما المستخدم العادي الذي يستخدم جهازه لتصفح الإنترنت أو العمل المكتبي، فغالباً لن يلاحظ أي تحسّن يذكر بعد الترقية.