20-10-2025 10:39 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
ما بعد نهاية الحرب، وتوقف المأساة في غزة ليس كما قبلها، فهو يضعنا في الأردن أمام استحقاقات مرحلية تدعم تثبيت الاتفاق والمضي بمراحله، خاصة وأن ما اعتمدناه من مقاربات اصبح أكثر الحاحا.
أي أن ما أرسته الدبلوماسية الأردنية من معادلة إنسانية، سعت لتزخيم المساعدات إلى القطاع، وكسر الحصار الذي فرضته حكومة نتنياهو.. نحتاج إلى تعزيزها بممارسة الضغط لفتح معابر القطاع كافة، بالإضافة إلى الدعم سياسيا والإسهام ضمن مصالحنا الوطنية في الانخراط بهذه المرحلة الصعبة.
يدرك الأردن بقيادته الحكيمة المساحات التي سيتحرك بها، وقد ازدادت على مدار عامين صلابة مواقفه حيال مصالحه العليا المتمثلة بوقف التهجير، ووقف حرب غزة، والاعتراف بدولة فلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني، بالإضافة إلى التأكيد للعالم وعواصم القرار بأن غياب الشريك في إسرائيل وانزياح حكوماته وجوانب مجتمعه نحو اليمين هو ما أنتج المرحلة الماضية بما حملته من مآس في غزة، والضفة حتى، وأطروحاتها الخالية من أي مقاربة عادلة.
وفي ضوء هذه المعطيات لاحظنا كيفية دقة التحرك الأردني، والحضور مع التأكيد على مصالحه، اذ بعث الملك برسالة تشرح موقف الأردن بعد ساعات من قمة شرم الشيخ .. في مقابلة مع "بي بي سي"؛ أكد فيها ألا ثقة بحكومة نتنياهو.
داخليا، وفي ضوء هذه المناخات نجحنا وبحكمة بإدارة الملف العام، والمحافظة على دوران العجلة في استحقاقاتنا كافة، تشريعيا ورقابيا وخدميا، خاصة وأن بعض الأطراف حاولت الاستثمار بحرب غزة لجهة تقديم الاردن للخارج كطرف في معادلات لا تعبر عن مبادئه.
وقد تعاملت الدولة بحزم مع هذه الأطراف التي أثبتت التجربة، بأنه لا يمكن التعويل عليها، حيث تحركت محكمة أمن الدولة ضد قضايا تيار من "الإخوان" ممن ثبت بأنهم يتحركون بذهنية مرجعيتها غير وطنية، وهذا فيه دلالة مهمة تؤكد أن الأردن دولة مؤسسات راسخة لا شعارات، أو ساحة تتحرك بحسب رياح الاقليم والظروف.
اننا اليوم أمام متغيرات كبيرة في المنطقة، نثق بمقدرتنا، كما كنا على الدوام، بحكمة الملك ووفاء الأردنيين على التعاطي معها بمسؤولية تاريخيّة، خاصة وبما كرسه الأردن من وزن إقليمي ودولي سياسي سخره لخدمة فلسطين واهلها ولحماية مصالحه.
فمهما كانت المتغيرات .. فان في تجربة مضت وأخرى مقبلة دروس وعبر، وتراكمات يمكن البناء عليها للحفاظ على أردن قوي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-10-2025 10:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |