20-10-2025 09:20 AM
بقلم : د.أناهيد الهنداوي
لم أكن انوي الكتابة فيما حدث؛ لكنها الذاكرة التي نستند إليها حين نقارن جمال البدايات والنزيف الحاضرفي ساحات ركن أصيل من كيان الوطن؛ الجامعة الاردنية أمّ الجامعات صانعة النُّخب و شمس الاردن التي لا تبهت؛ سرعان ما تجد نفسها بين الحين والآخر عرضةً للانتقادات والجدل، تُرمى بالتهم عند كل زلّة، ويُتناسَى فضلها عند كل إنجاز.
مثل رغيف الخبز "مأكول مذموم " الكلّ يأكل منه، والكلّ يحتاج إليه؛ لكنه لا يسلم من الألسن الناقدة والعيون الجاحدة. هو حاضر على كل مائدة لكنه ليس كاملًا في عيون من يأكله، ينسون أنّ الرغيف بأصله نقيّ، وأنّ الفتات لا يُغيّر من طعمه ولا من ضرورته للحياة. والأصل لا تهدمه تصرفات عابرة؛ فالجامعة الأمّ لا تُحاسب على زلاّت أبنائها ؛ فهي أكبر من أن تُقزَّم في حادثة، وأجلّ من أن تُختصر في مشهد عابرمن الغضب تسلّل من الشارع الى قاعات الدراسة ليفسد فيها قدسية العلم؛ فهي باقية ما بقي الوطن، ستبقى فضاءً نقيّا لتلاقح الافكار، وحاملة لراية التميز الأكاديمي.
هي الحلم الذي نحمله في العيون ونحن نرتقب مستقبلًا أكثر إشراقًا، وهي التي علمتنا أن الاختلاف سُنة، لكن بالحوار، وأن التنافس محمود؛ لكن بالعلم؛ وأن الانتصار الحقيقي ليس في غلبة جسد على جسد؛ بل في غلبة فكرٍ راقٍ على جهلٍ عابر.
وأنّ ما جرى في ساحاتها مؤخرًا هو كسقوط فتاتٍ من الرغيف على الأرض؛ يراه الناس فيستكثرونه على مائدة عزيز؛ لكن الخبز يجب أن يبقى مقدسًا .
فاحفظوا رغيفكم، وصونوا قوتكم، إنّها خبزُنا الحارّ الخارج من تنور الأردن، رائحته تعبق في ذاكرة الوطن، وطعمه يُقيم أود الحاضر، وينهل من معينها القريب والبعيد؛ فلنحفظ هذا الرغيف من الاحتراق في نيران الجهل والعصبية، ولنجعله مباركًا كما هو في أصله؛ غذاءً للعقل والروح معًا. وليتذكر كل ناقد أنّ من يذمّ رغيفه إنما يعبث بمائدة الوطن.
.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-10-2025 09:20 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||