14-10-2025 11:53 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
نظرةٌ واحدةٌ لصورةٍ جوِيَّةٍ تظهرُ فيها مباني غزة وهي قاعاً صفصفاً تؤكد انه ليس في هذا العنوان زَيفٌ وليس فيه شَطَط .
مفاوضات تجري ، وهدنة طويلة الامد ، بعد كل هذا الدمار والتقتيل للابرياء عن عمد تدل قطعاً على ان هذا الدمار والتخريب والاجرام لم يأتي بنتيجة ، لا اقول حاسمة ، بل بنتيجة فيها رائحة نصرٍ او إشارة تدل على تحقيق غاية ولو من بعيد ، بل لم يكن فيها مساحة لابتسامة تدل على أن شيئا من هذا القبيل حصل ، والهتاف المعاكس اثناء كلمة المبعوث ستيف ويتكوف الليلة الماضية خير دليل .
هاتِ من الشباب والرجال ممن يُوصَفُونَ بالجَهلِ والسفاهةِ وأركِبهم طائراتٍ مليئة بكل أنواع الذخائر وأرِهِم أزراراً يضغطون عليها وهم فوق الغيوم في عنان السماء ، واجعل لهم حمايةً من كل جانب ، واطلِقهم فوق عواصم كبرلين وطوكيو وسيدني وباريس وواشنطن ولندن ، كُن على يقين أنه لن يبقى في كل تلك العواصم مَعْلَمْ .
العالم اليوم في مخاضٍ عسير، فالصين كَشَّرَت عن انيابها لاول مرة في تاريخها ، وروسيا ادركت ان المواجهة مع اوروبا لا محال قادمه ، واوروبا اليوم امام الحقيقة في "حلفها " مع امريكا الذي اصبح موضع شَكٍّ وريبةٍ غيرَ خافيه ،
الوضع الداخلي الامريكي على صفيحٍ ساخنٍ جداً ،
الشكوك والمخاوف المتعلقة بالدولار وأسواق المال هناك على شفا كل التوقعات الغير ايجابيه على الإطلاق واكثر،
الولاء والانتماء لأمريكا من كل أحزابها وأطيافها السياسية الان على المحَك بعد ان طفى على السطح الولاء السياسي والاقتصادي ( والديني ) عند بعض القيادات لجهةٍ ثانيةٍ غير امريكا نفسها جعل الانقسام يضرب فيها طولاً وعرضاً .
في الوقت الذي انشغلت فيه امريكا وغَرِقَت في ملفٍّ واحدٍ
يتعلق بالشرق الأوسط تحديداً من أخمصها الى اعلى رأسها بعيدا عن المصلحة الاميركية ، كانت الصين وروسيا ودول في مناطق أخرى من العالم منشغلةً بما يُعزِّزُ مكانتها ومتانتها امام تحديات محتملة كبرى الى ان وصلت الى ما وصلت اليه ، وكانت الصدمة في العرض العسكري الصيني هي الاقوى من كل الصدمات التي تلقتها امريكا فجأة دون مقدمات ، وما جرى في المناوشات التي حدثت بين الهند وباكستان كانت ايضا بالنسبة لها صادمه ،
كل الدلائل والوقائع والواقع يؤكد ويشير الى ان صدام امريكا مع اية قوى تعتبرها معادية لن يكون نزهة ،
إن فشلها في الوساطة بين روسيا واكرانيا وفشلها في التعاطي مع الملف الاقتصادي المرتبط بالاقتصاد العالمي بمجمله هي مقدمات وإرهاصات لفشلها فيما هو اكبر واخطر بما يخصّ الشعب الامريكي الداخلي وتحديدا الوضع المالي والاقتصادي الذي هو العمود الفقري بالنسبة لهم .
العالم قد تَغَيَّرَ بعد أن انفرط عقد نظامه الذي كان لعقودٍ طويلةٍ من الزمن يُعتَقَدُ انه يضبط ايقاع العالم بمؤسساته وهيئاته ومجالسه ومحاكمه التي ثَبتَ انها كانت كذبة كبرى كشفها طوفان غزةَ المبارك الذي سيكشف عن كثيرٍ من الخِداع مع مرور الزمن .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-10-2025 11:53 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |