حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 10003

أ.د. زياد محمد ارميلي يكتب: المقاومة الفلسطينية في غزة ملحمة عز غير مسبوقة

أ.د. زياد محمد ارميلي يكتب: المقاومة الفلسطينية في غزة ملحمة عز غير مسبوقة

أ.د. زياد محمد ارميلي يكتب: المقاومة الفلسطينية في غزة ملحمة عز غير مسبوقة

14-10-2025 08:51 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د. زياد ارميلي
لقد سطّرت المقاومة الفلسطينية في غزة صفحة خالدة في التاريخ الإنساني، عنوانها الإيمان والصمود الأسطوري أمام أعتى قوة عسكرية مدعومة من الولايات المتحدة والغرب. في زمن تراجعت فيه القيم واشتد فيه الظلم، خرجت غزة من تحت الحصار والركام لتعلن أن الإيمان والعقيدة أقوى من السلاح والتحالفات، وأن الإرادة حين تستند إلى الله لا تهزم.

المقاومة في غزة لم تواجه جيشاً عادياً، بل واجهت منظومة عالمية تمتلك كل أدوات القوة العسكرية والإعلامية والسياسية، ومع ذلك لم تنكسر. بل خلقت زخماً غير مسبوق في التاريخ الحديث، أعاد تعريف معاني البطولة، وأثبت أن الموازين تقلب عندما يكون الحق هو البوصلة.

لقد كشفت هذه الحرب زيف السردية الغربية التي عملت لأكثر من ثمانون عاما على تبرير وجود الاحتلال على أرض فلسطين، فانهارت تلك الهالة الإعلامية التي رسمت لإسرائيل صورة "الدولة الديمقراطية المحاصرة". اليوم، بات العالم يرى بعينيه من هو الجلاد ومن هو الضحية، ومن يملك الحق ومن يغتصبه.

ورغم قسوة الحرب، أظهرت غزة أن الضعف المادي لا يعني الهزيمة، وأن الشعوب الحرة قادرة على فرض حضورها في ضمير الإنسانية. لقد رأينا شعوب الأرض من مختلف القارات تخرج نصرة لغزة، رافضة ازدواجية المعايير، معلنة أن الضمير الإنساني لا يشترى.
ولعل أكثر ما عرّى العالم هذه الأيام هو التهريج السياسي الذي أظهره دونالد ترامب في خطابه أمام الكنيست، وهو يعلن دعمه اللامحدود لإسرائيل، متناسياً الجرائم والمجازر بحق الأبرياء، محاولاً أن يُقنع نفسه بأنه قادر على قيادة العالم نحو وقف الحرب في بقعة صغيرة لا تتجاوز حيّاً من أحياء كاليفورنيا. والمفارقة أن هذه البقعة الصغيرة هي التي حرّكت ضمير العالم كله، وجعلت كبار الساسة يقفون عاجزين أمام صلابتها وإيمانها.

لقد أظهرت غزة للعالم حقيقة كبرى: أن القوة ليست بما تملك من سلاح أو نفوذ، بل بما تملك من إيمان وحقٍ وعدالة في القضية. هذه الحرب لم تكشف فقط وجه الاحتلال، بل فضحت الوجوه الزائفة التي حكمت هذا العالم بشعارات جوفاء عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

وفي ختام هذه الملحمة، لا يسعنا إلا أن نقول:
شكراً للمقاومة الفلسطينية، فقد كشفتم إنسانية العالم الحقيقية، وأعدتم للأمة العربية والإسلامية ثقتها بذاتها، وأثبتم أن القيم لا تموت مهما تآمر عليها الطغاة.

سلام عليكم يا أبناء غزة،
يا من جعلتم من الحصار بطولة، ومن الألم أملاً، ومن الضعف قوة.
أنت الكبيرة يا غزة مهما صغر العالم من حولك.

أ.د. زياد محمد ارميلي/ استاذ جامعي.











طباعة
  • المشاهدات: 10003
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-10-2025 08:51 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم