حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11373

م. أحمد يوسف الشديفات يكتب: الأمن الرقمي الأسري معركة تربوية جديدة في البيوت الأردنية

م. أحمد يوسف الشديفات يكتب: الأمن الرقمي الأسري معركة تربوية جديدة في البيوت الأردنية

م. أحمد يوسف الشديفات يكتب: الأمن الرقمي الأسري معركة تربوية جديدة في البيوت الأردنية

13-10-2025 04:06 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أحمد يوسف الشديفات
في زمنٍ صار فيه الإنترنت جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية، لم تعد المخاطر الرقمية أمرًا بعيدًا عن الأسر الأردنية. الهواتف في أيدي الأطفال، والشاشات مفتوحة طوال اليوم، والعالم الافتراضي أصبح ساحة لعب وتواصل وتعلم وأحيانًا خطرًا خفيًا.
دراسة أطلقتها منظمة أنقذوا الأطفال(Save the children) كشفت أن نحو 15.8%من الأطفال الأردنيين بين 10 و17 عامًا تعرّضوا لأشكال من الإساءة الرقمية، من تنمّر وابتزاز واختراق حسابات، بينما يتصل أكثر من 76%منهم بالإنترنت يوميًا.
وفي دراسة أخرى أجرتها الجامعة الأردنية حول وقت الشاشة للأطفال، تبيّن أن عددًا كبيرًا من الطلبة يقضون ساعات طويلة أمام الأجهزة، حتى خلال الوجبات أو قبل النوم، وغالبًا دون رقابة كافية من الأهل.
هذه الأرقام تفتح الباب أمام سؤال جوهري: كيف يمكن للأسرة الأردنية أن تواكب هذا التحول دون أن تفقد السيطرة؟
الخبراء يؤكدون أن الأمن الرقمي الأسري لا يعني فقط حظر المواقع أو منع التطبيقات، بل بناء علاقة ثقة وتواصل بين الأهل والأبناء. فالتوجيه اليوم يحتاج لغة رقمية يفهمها الجيل الجديد، تقوم على الحوار أكثر من المراقبة، فمراقبة الأنشطة الرقمية لا تعني مواكبة كل رسالة تصل أو ترسل، بل متابعة ما إذا كان هناك تغيٌّر في سلوك الطفل، أو موضوعات يكررها تبعث القلق. كما أن تشجيع أنشطة بديلة خارج الإنترنت: كالخروج، واللعب، والقراءة، والتفاعل الاجتماعي الواقعي قد تشكل خط دفاع أولي للطفل.
تقنيًا، يمكن للأهل استخدام أدوات “الرقابة الأبوية” الموجودة في أنظمة الهواتف وأجهزة الراوتر، لتحديد أوقات الاستخدام أو حظر المحتوى غير المناسب وفلترة المحتوى بحسب العمر. لكن الأهم هو أن يعرف الطفل سبب وجود هذه القيود. فالفهم يولّد التزامًا، بينما المنع الأعمى يولّد تمردًا.
وللأسف فإن الخطر ليس له مكان واضح على شبكة الإنترنت وقد يأتي من أكثر التطبيقات والبرامج أماناً، فعلى سبيل المثال تبرز ألعاب الإنترنت التي تحتوي على خاصية الدردشة (الشات) كأحد أخطر المساحات التي قد يتعرّض فيها الأطفال لمحاولات استدراج أو تنمّر أو حتى محتوى غير أخلاقي، إذ تجمع بين اللعب والتواصل المفتوح مع الغرباء، ما يجعلها بيئة خصبة للمخاطر الخفية.
في النهاية، حماية الطفل رقميًا لا تعني عزله عن الإنترنت، بل مرافقته داخله .ومسؤولية ذلك تتوزع بين الأسرة والمدرسة والدولة بأدواتها المجتمعية، الأمن الرقمي الأسري مسؤولية مشتركة تبدأ من وعي الأهل وتنتهي بقدرة الطفل على حماية نفسه، فالعالم الرقمي لن يغلق أبوابه، لكن يمكننا أن نعلّم أبناءنا كيف يمرّون منه بأمان.








طباعة
  • المشاهدات: 11373
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-10-2025 04:06 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم