حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,13 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7978

النسور يكتب: غزة .. أكتوبر النصر

النسور يكتب: غزة .. أكتوبر النصر

 النسور يكتب: غزة ..  أكتوبر النصر

12-10-2025 08:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور جاسر عبدالرزاق النسور
في أكتوبر، يتجدد الحلم في غزة، ويتحول الرماد إلى قبس من نور، يضيء سماءً طالها الدخان والحصار. في هذا الشهر الذي ارتبط في الذاكرة العربية بمعاني الانتصار، تكتب غزة فصلاً جديدًا من الصمود، وتؤكد أن إرادة الشعوب لا تُكسر مهما اشتدت العواصف.

رغم الجراح المثقلة والدمار الذي طال الحجر والبشر، إلا أن غزة لا تزال تتنفس الحياة بإصرار لا يشبه إلا نفسها. في شوارعها التي أنهكها القصف، ترى أطفالًا يلعبون فوق الركام، ونساءً يعجنّ الخبز على رائحة البارود، ورجالًا يرفعون رايات الأمل فوق البيوت المهدّمة. إنها غزة، المدينة التي تعيد تعريف القوة كل يوم، وتثبت أن النصر ليس فقط بندقية، بل عقيدة وكرامة وصبر لا يُقاس.

وفي خضم هذا المشهد الموجع، يسطع الموقف الأردني الهاشمي كضوءٍ من إنسانيةٍ خالصة. فقد كان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أول من بادر بالفعل حين قاد طائرته بنفسه وأسقط المساعدات الإنسانية والطبية فوق غزة المحاصرة، متحديًا القيود ومعلنًا أن الأردن سيبقى سندًا لأهله في فلسطين. لم تكن تلك الرحلة مجرّد موقف رمزي، بل تجسيدًا لقيادةٍ ترى في الواجب الإنساني شرفًا، وفي التضامن العربي عهدًا لا يُنسى.

كما عبّرت جلالة الملكة رانيا العبدالله بصوتها الصادق عن وجع الأمهات في غزة، وعن ألم الأطفال تحت الحصار، فكان حضورها الإنساني امتدادًا لموقف الأردن الدائم إلى جانب الحق الفلسطيني. كلماتها المؤثرة حملت رسالة للعالم بأن الألم الفلسطيني لا يمكن تجاهله، وأن العدالة والرحمة لا تُفصَل عن بعضها.

ومن الميدان الإنساني، واصل الجيش العربي الأردني أداء رسالته النبيلة من خلال المستشفى الميداني في غزة، الذي يقدّم العلاج والرعاية رغم القصف والظروف الصعبة، إلى جانب المستشفى الميداني في الضفة الغربية الذي يستقبل المصابين والجرحى يوميًا. هذه الجهود الأردنية ليست مجرد مساعدات، بل هي نبض أخوّةٍ صادقةٍ تربط بين عمّان وغزة منذ عقود.

في أكتوبر النصر، تستعيد الأمة العربية شيئًا من روحها القديمة، من عبق النصر العربي الذي دوّى في التاريخ حين توحدت الإرادة وكُسر حاجز الخوف. واليوم، غزة تسير على خطى ذلك النصر، تزرع في وجدان الأمة معنى جديدًا للبطولة، وتُذكّر أن الحق لا يموت ما دام هناك من يؤمن به.

ورغم الحصار والخذلان، تبقى غزة قلعةً لا تنحني. صوتها يصل إلى كل ضمير حي، يقول: “ما زلنا هنا، باقون ما بقي البحر والرمل.” في أكتوبر النصر، لا تتحدث غزة بالكلمات فقط، بل بالفعل، بالصبر، وبالإصرار على الحياة، لتؤكد أن الاحتلال زائل، وأن الحرية مهما تأخرت فإنها آتية لا محالة.

غزة اليوم ليست مجرد جغرافيا محاصرة، بل رمز لكل إنسان يرفض الذل ويؤمن بأن الشمس لا تُحاصر. في أكتوبر النصر، تُثبت غزة أن الانتصار لا يُقاس بما يُحرز على الأرض فحسب، بل بما يُزرع في القلوب من عزيمة وكرامة وإيمان بعدالة القضية.

ومن الأردن، من قلب العروبة النابض، يمدّ الشعب الأردني يده لأهله في فلسطين، ليقول كما قال قائده الهاشمي: “لن نترككم وحدكم.” إنها رسالة صدق ومحبة من وطنٍ لا يساوم على القيم، ولا يتخلى عن إخوانه مهما اشتد البلاء.
سيبقى الوطن راسخا في نزاهتة وشامخا بقيادتة وشعبة حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية.











طباعة
  • المشاهدات: 7978
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-10-2025 08:53 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم