بقلم : الصيدلانية رنا أبو دياك

‏سرطان الثدي هو النمو غير المنضبط لخلايا تبدأ في الظهور داخل أنسجة الثدي، ورغم خطورته، فإن التقدم الطبي الهائل يؤكد أن الكشف المبكر والوعي يلعبان الدور الأهم في زيادة نسب الشفاء والنجاة التي أصبحت مرتفعة جداً بفضل التشخيص في المراحل الأولى.

إن التوعية المستمرة والفحص الدوري هما خط الدفاع الأول والأقوى ضد هذا المرض، هذه الخلايا السرطانية قد تبدأ في الفصيصات أو القنوات، وإذا لم يتم اكتشافها مبكراً، يمكنها أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الجهاز اللمفاوي.
‏
‏الكشف المبكر هو مفتاح النجاة من سرطان الثدي؛ فعندما يُشخَّص السرطان في مراحله الأولى، تكون خيارات العلاج أكثر فعالية وأقل توغلاً، ونسبة الشفاء تكون في أعلى مستوياتها. تتحقق الوقاية الفعالة بالالتزام بثلاثة محاور أساسية: أولها الفحص الذاتي.

و يجب أن تكون المرأة على دراية بالشكل والملمس الطبيعي لثدييها والبحث شهرياً عن أي كتل جديدة أو تغيرات في الحجم والشكل أو إفرازات غير طبيعية من الحلمة. ثانيها هو الفحص السريري الذي يجريه طبيب أو ممرض مختص دورياً.

ثالثها، والأهم، هو تصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام)، وهي أداة التشخيص المبكر الأكثر دقة، حيث يوصى بها للنساء بعمر 40 سنة فما فوق بشكل سنوي أو كل سنتين للكشف عن الأورام التي لا يمكن الشعور بها.
‏
‏يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة أي تغيرات جديدة، مثل ظهور كتلة أو تورم جديد في الثدي أو تحت الإبط (عادة غير مؤلمة)، أو تنقير أو تجعد في جلد الثدي يشبه قشرة البرتقال، أو تغير في شكل الحلمة أو وجود إفرازات غير الحليب منها.

وهناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة، أبرزها التقدم في العمر ووجود تاريخ عائلي وجيني للإصابة. كما أن السمنة وقلة النشاط البدني تعد عوامل خطر يمكن تعديلها. لذلك، لتقليل المخاطر، يُنصح بـالحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام.

‏يجب أن نتذكر دائماً أن معركتنا ضد سرطان الثدي هي معركة وعي واستباق. لا تدعي الخوف يمنعك من اتخاذ الخطوة الأهم لحماية نفسك. صحتك أغلى ما تملكين، والاهتمام بها مسؤوليتك الأولى.

كوني صديقة لجسدك، واستمعي لأي تغير قد يطرأ عليه من خلال إجراء الفحص الذاتي الشهري.

لا تترددي في استشارة الطبيب لإجراء الفحص السريري الدوري، خاصة وأن أداة الماموجرام الحديثة تمنحنا قوة هائلة في اكتشاف المرض بمراحله المبكرة جداً، مما يفتح الأبواب واسعة أمام العلاج والشفاء التام.

تذكري أن سرطان الثدي ليس نهاية المطاف، بل هو تحدٍ يمكن التغلب عليه بالعلم والأمل. كوني قوية، وكوني واعية، لأن الكشف المبكر قرار شجاع ينقذ حياة.