08-10-2025 12:11 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
تدخل حرب غزة عامها الثالث، ويوم اندلعت هذه الحرب ليس كما بعدها، حيث تغير وجه المنطقة ككل، واختيرت هذه الحرب الكثير من المبادئ وخلقت واقعا إنسانيا سنحتاج إلى عقود للتعامل مع تداعياته، خاصة وأن الحل يقترب لوقف هذه "المقتلة"، التي كشفت الكثير من قبح عالمنا اليوم، وعجزه عن رفع المأساة.
اليوم، ومع ضغوطات ترمب، يبدو أننا سنصل إلى نقطة اللاعودة، وستنتهي هذه الحرب.. وفيها من الدروس والعبر، وما ستتركه للمؤرخين كثير، خاصة من جهة الحصيلة، والجدوى، وكيفية تعاطينا كعرب مع قضايانا المصيرية، وكثير من المواجع التي في كل مرة تبرز مع كل منعطف.
أردنيا، سعى هذا البلد لعبور هذه المرحلة الصعبة، بلا حياد عن مبدأ تأسس عليه، وقدم ما استطاع لأجل غزة، رغم كل من ما قيل، إلا أن مقاربته الاردن الإنسانية هي التي رست خاصة وأننا كنا هناك نغيث الملهوف، ونضمد الجراح، ونحشد لوقف هذه الحرب مؤمنين بأن أردن قوي هو رصيد لأمّته، ومنذور لها.
واليوم، ومع اقتراب هذه الحرب من نهايتها سيوثق التاريخ الكثير .. وأحوج ما نكون إلى استخلاص الدرس، والتطلع إلى الأمام، خاصة وأن الفرص تولد من رحم التحديات .. حيث الدفع للاعتراف الدولي بحق الفلسطينيين بدولة تنصفهم نوعا ما، بعد عقود من الظلم، ولكن المطلوب كثير حيال أن تصبح هذه الحقيقة واقعا، خاصة من المشهد الفلسطيني نفسه، بأن يجترح مقاربات لا تناقضات.. وهذا ملف كبير.
والمطلوب في ظل المعروض أميركيا اليوم، المطلوب منه أن يوقف المأساة بداية، وأن يرفع عن الناس هناك جور آلة القتل.. فهذا بات أملا قياسا بظرف المنطقة والعالم، حيث لا تغفل عين كيف أن السياسيين فيه تغيروا، فما كان ممكنا قديما بات اليوم أصعب!!.
الأمل أن تقف الحرب هنا.. وبعدها، يمكن البناء على أي شيء، فالتاريخ أثبت أن الحق الفلسطيني راسخ، وهو حق يؤمن به كل من يدرك كيف مرت فلسطين بنوازل منذ وعد بلفور .. وأكثر قدما من ذلك.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-10-2025 12:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |