حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,8 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3505

حلا الديري تكتب: واتس ويب .. حين يقع بيدٍ من لا يعرف الأمانة

حلا الديري تكتب: واتس ويب .. حين يقع بيدٍ من لا يعرف الأمانة

حلا الديري تكتب: واتس ويب ..  حين يقع بيدٍ من لا يعرف الأمانة

06-10-2025 12:17 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : حلا الديري
في زمنٍ لم تعد فيه الخصوصية أمرًا مسلّمًا به، تزداد القصص التي تكشف كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تتحوّل من أدوات تواصل إلى وسائل اختراق خفيّ. واحدة من هذه القصص تتحدث عن سيدة اكتشفت بعد عامٍ كامل أن من كانت تعتبرها كابنتها، استغلّت ثقتها للتجسّس على حياتها الخاصة عبر خاصية «واتساب ويب».

كانت الكَنّة تزور حماتها بشكلٍ يومي وتشاركها تفاصيل الحياة الصغيرة. ومع مرور الوقت، أصبحت بمثابة ابنةٍ لها. لكن خلف تلك العلاقة المليئة بالثقة، كانت تُدار مراقبة صامتة عبر وتس اب ويب، تنقل كل رسالة وكل صورة تصل إلى هاتف السيدة دون علمها.

واتساب ويب يسمح للمستخدم بربط حسابه على الهاتف بالمتصفح عبر مسح رمز الاستجابة السريعة (QR code). لكن هذه الميزة، حين تقع في الأيادي الخاطئة، تُحوّل الهاتف إلى نافذة تُرى من خلالها كافة المحادثات — رسائل نصية، صور، ملفات، وحتى محتوى المحادثات الجماعية — طالما ظل الهاتف متصلاً بالإنترنت.

لحظة الانكشاف

مرت الأيام، وفي لحظة لم تكن متوقعة، وقعت الكَنّة بشرّ أعمالها وفضحت نفسها بنفسها واعترفت بما فعلته بعد أن انكشفت خيوط التجسّس، لتظهر الحقيقة المؤلمة: سنة كاملة من انتهاك الخصوصية دون وجه حق.

ما يقوله القانون

الجرائم الإلكترونية ليست مجرد تصرفات عائلية أو زلات عابرة، بل هي جرائم حقيقية يُعاقب عليها القانون.

بحسب قانون الجرائم الإلكترونية الأردني لعام 2023

يُعاقَب كل من يتجسّس أو يدخل إلى حسابات أو أنظمة معلومات شخصية دون تصريح بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، وبغرامة تتراوح بين 1,500 و15,000 دينار أردني
في حال استخدام أو نشر المعلومات التي تم الحصول عليها، تُضاعف العقوبة، ويُعتبر الفعل انتهاكًا صريحًا للحياة الخاصة للأفراد.
وينص القانون أيضًا على أن كل من يستخدم وسائل تقنية للحصول على بيانات أو مراسلات أو صور شخصية دون إذن يُعتبر مرتكبًا لجريمة تمسّ الحياة الخاصة وتُعامل بجدية تامة أمام القضاء .

ما بين القانون والوجدان

ورغم أن العدالة تسير في طريقها، يبقى الجرح النفسي هو الأعمق. فالثقة التي بُنيت على مدى سنوات انهارت بلحظة. تقول السيدة:«لم أتصوّر أن من كانت مثل ابنتي تخونني بهذا الشكل، الهاتف كان بيدي، لكنّ خصوصيتي كانت في يدها»


التكنولوجيا ليست هي الجاني

المشكلة لا تكمن في التقنية نفسها، بل في طريقة استخدامها. فـ«واتساب ويب» وُجد لتسهيل التواصل، لكنه يتحوّل إلى أداة خطيرة حين يُستغلّ لأغراض التجسّس أو التسلّل إلى حياة الآخرين.

الوعي واليقظة هما السلاح الحقيقي. يُنصح دائمًا بمراجعة قائمة الأجهزة المرتبطة في التطبيق، وعدم ترك الهاتف بيد الآخرين، وتفعيل خاصية القفل أو التحقق بخطوتين لحماية الحساب.

عبرة القصة

الثقة قيمة لا تُقدّر بثمن، لكنها لا تعني التهاون في حماية النفس والخصوصية. فالتجسّس — سواء تم بدافع الفضول أو بدافع الغيرة — يترك جرحًا أعمق من أي عقوبة قانونية.

حين تقع التكنولوجيا بيد خائن

حين تقع التكنولوجيا بيد خائن، تتحول من وسيلة تَقرّب وتواصل إلى أداة طعن وغدر. فبدل أن تُستخدم لحفظ العلاقات، تُستغل لانتهاكها. وما بين رسالة تُسرق وصورة تُتداول، تضيع قيم الثقة، ويُكشَف وجهٌ آخر للتطور... وجه لا يرحم من يسيء استخدامه.

نصيحة من ذهب

احمِ خصوصيتك، ولا تمنح أحداً ثقتك بسهولة، فليس كل من يبتسم لك أمينًا على أسرارك. فالثقة لا تُمنح لمن يجهل حدودها
قصة هذه العائلة ليست حالة نادرة، بل إن مئات القصص المشابهة قد لا تُروى.
التكنولوجيا ليست عدوًّا، لكنها مرآة لأخلاق من يستخدمها فاجعل اخلاقك تتحدث عنك.











طباعة
  • المشاهدات: 3505
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-10-2025 12:17 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنهي خطة ترامب حرب "إسرائيل" على غزة وتدفع نحو إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم