06-10-2025 12:04 PM
بقلم : الدكتور هيثم الربابعة
في ظل مجريات الأحداث المتسارعة من حولنا والأمواج العاتية المقبلة علينا، يجب أن نعي وندرك اننا في وطن يقف ثابتاً منيعاً في قلب العاصفة، صامدا في وجه مخططات أحيكت للمنطقة، الكل فيها يبحث عن مصالحه ونحن في وطن همه الأكبر صالح الأمة وعزتها، بذل الكثير من خلال القيادة السياسية الحكيمة للملك. وقد خطى في سبيل ذلك خطوات قل نظيرها إلا أنه يعمل وحيدا منفردا في محيط تتجاذبه تيارات بعيده كل البعد عن مصلحة الأمة ومستقبلها تيارات لها حسابات خاصة و مرجعيات أيظا مزقت الأوطان وهجرت الإنسان وقتلت ودمرت وعاثت في الأرض فسادا ولم تبقِ ولم تذر ، بعيدة عن الإنسانية، والإعتبارات الدينية و ألأخلاقية.
ما تمر به المنطقة غير مسبوق ولا يمت إلى العقلانية والحكمة بصلة، ولأننا في وطن نحسد عليه من حكمة القيادة ووعي الشعب و الجهوية العالية للقوات المسلحة و الأجهزة الأمنية فقد قمنا وما زلنا وسنبقى بما يفرضه علينا ديننا الإسلامي الحنيف، وإرثنا التاريخي وأخلاقنا النبيلة، ما استطعنا في لملمة جراح الوطن والأمة، إننا أمة واحدة نتشارك في المصير والهدف المنشود من الحرية والعيش الكريم، و الأمن والإستقرار .
إن هذا الوطن الغالي لم يقم إلا بتضحيات وجهود الآباء المؤسسين، الذين بذلوا الغالي والنفيس لقيام الأردن والنهوض به، فبذروا بذرته، فخرجت شجرة باسقة يانعة الثمار، بعد أن سقوها بماء الكد والتعب، وحمل الراية من بعدهم قادة أفذاذ، سهروا الليل والنهار لرقيه وإزدهاره، فمن الواجب علينا أن نحافظ على هذا الوطن، ليكمل مسيرته المشرقة.
إن أداء أمانة الوطن تبدأ من الأسرة، التي هي نواة المجتمع، لأن الوالدان قدوة لأبنائهم في الحب و الإنتماء للوطن، والإخلاص لترابه، والتعبير العملي عن ذلك، في أخلاقهم وسلوكهم، وإحترامهم للإنظمة والقوانين، وتحليهم بقيم الولاء والإنتماء وإحترام القيادة، وغرس ذلك في نفوس أبنائهم، ليجري مجرى الدماء في العروق.
إضافة لذلك كله، العمل على توعيتهم و تحصينهم من التيارات الدخيلة، وما يهدد أفكارهم وعقولهم، وخاصة في ظل التقنيات الحديثة، التي أصبحت في متناول الصغار و الكبار، وفي ظل تطبيقات كثيرة متاحة أمامهم، منها النافع و منها الضار، ومنها ما يهدد العقول والأوطان، هنا يكمن دور الأسرة أن تبحر بسفينتها نحو مرفأ النجاة، لما فيه خير المجتمع والوطن.
ومن أمانة الوطن الإلتفاف حول القيادة الحكيمة، في الولاء والإنتماء، فمن نعم الله علينا أن وهبنا قائدا سياسيا فذا، قدوة في أخلاقه، ونموذا في تفانيه في خدمة وطنه وشعبه، من أجل توفير أرقى سبل العيش الكريم لهم، جاعلا ذلك في مقدمة أولوياته، وترجمته واقعا عمليا، حتى أصبح الشعب الأردني من أعلى الشعوب في مؤشرات العلم و الثقافة.
وما ينجم عن ذلك من خير عظيم، بالمحافظة على الوطن ينعم الإنسان بالأمن والإستقرار، ويهنأ بالراحة والسلام، لا تؤرقه مخاوف الفتن، ولا تطارده كوابيس الحروب، متنعمة بالتقدم والإزدهار، متألقة مزدانة، لا تهددها عاصفة، ولا تعترض طريقها أي جائحة.
إن أعداء الوطن حريصون كل الحرص من أجل هدم القيم الوطنية والإنسانية، باستخدام الإشاعة الهدامة، وبث الفتن لقتل الروح الوطنية، تحت شعارات براقة، كالثورات المقنعة بكلمات الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية. عندها يصبح الإنسان مهددا في وجوده، لا يكاد يجد متطلباته الأساسية.
إن الأردن قيادة وشعبا، ضربا أروع الأمثلة في الشرف و أداء ألأمانة والحفاظ على الوطن وصون ترابه، بإتحاد وتكاتف وتآزر القيادة والشعب، مؤكدة لكل عين حاقدة وحاسدة أنها الحصن الحصين، عصية على الحاقدين والمتآمرين، تتقدم ركب الحضارة والريادة، فكل فرد في هذا الوطن حارس مخلص، لا يتردد بإفتداء الوطن بكل غال ونفيس.
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-10-2025 12:04 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |