حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,6 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7426

لإخماد ثورة .. تدخلت روسيا بالمجر وقتلت 45 ألفا

لإخماد ثورة .. تدخلت روسيا بالمجر وقتلت 45 ألفا

لإخماد ثورة ..  تدخلت روسيا بالمجر وقتلت 45 ألفا

06-10-2025 10:03 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - خلال العام 1848، عاشت القارة الأوروبية على وقع سنة ساخنة تتالت فيها الأحداث، بسبب ما عرف حينها بربيع الشعوب أو ثورات العام 1848.

فبسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تزامنت مع انتشار الفقر وارتفاع الأسعار وتراجع المحاصيل، شهدت فرنسا ثورة خلال شهر فبراير (شباط) 1848 أسفرت عن سقوط نظام لويس فيليب الأول (Louis Philippe I) وإعلان قيام الجمهورية الثانية.


وبالأشهر التالية، امتدت هذه الثورة لتبلغ عددا من المناطق الأوروبية الأخرى مثل الدويلات الألمانية والدويلات الإيطالية التي طالبت بالوحدة. إلى ذلك، اتخذت هذه الثورات شكلا أكثر دموية بالمجر التي شهدت تمردا عسكريا ومطالب بالانفصال عن النمسا.

الثورة المجرية
خلال شهر مارس (آذار) 1848، بلغت أخبار الثورة الفرنسية التي أطاحت بلويس فيليب الأول مدينة باست (Pest)، بودابست حاليا، وأثارت حالة من التوتر حيث اتجه عدد كبير من السياسيين الليبراليين والقوميين للمطالبة بمزيد من الاستقلالية ضمن إمبراطورية النمسا.

وبمطالبهم الأولية، تحدث هؤلاء السياسيون عن أهمية حصول المجر على دستور وحكومة مستقلة واعتماد إصلاحات اجتماعية لضمان المساواة بين جميع القوميات المقيمة بالإمبراطورية النمساوية.


أما بحلول منتصف مارس (آذار) 1848، فزاد السياسيون المجريون من سقف مطالبهم وحددوا 15 مطلبا أساسيا. وبالإجمال، تضمنت هذه المطالب حينها اعتماد حكومة وبرلمان ودستور للمجر وإقرار المساواة أمام القانون بين القوميات وحرية المعتقد وحرية الصحافة وإنشاء بنك وطني مجري وتوحيد المجر مع ترانسلفانيا. إلى ذلك، جاءت هذه المطالب حينها لتثير غضب السلطات النمساوية التي لم تتردد في رفضها.

وبحلول شهر ديسمبر (كانون الأول) 1848، شهدت النمسا حصول فرانز جوزيف الأول (Franz Joseph I) على مقاليد الحكم خلفا لفرديناند الأول. وفي الأثناء، تميز فرانز جوزيف الأول بصرامته وتوجهه لإخماد ما عرف حينها بالثورة المجرية بالحديد والدم.


التدخل الروسي
بشكل مفاجئ منتصف أبريل (نيسان) 1849، أعلنت المجر عن استقلالها واتجهت لتعيين السياسي والمسؤول بالثورة لاجوس كوسوث (Lajos Kossuth) على رأس حكومتها. وأمام هذا الوضع، تدخلت القوات النمساوية أملا في استعادة السيطرة على المجر لتندلع بذلك حرب أهلية طاحنة.

أثناء، محاولتهم استعادة المجر، تلقى النمساويون هزائم ثقيلة وأجبروا بأكثر من مناسبة على التراجع. وبعد أيام، أصبح جليا أن جيش النمسا غير قادر على استعادة المجر بمفرده.


أمام هذا الوضع، لجأ الإمبراطور النمساوي فرانز جوزيف الأول نحو روسيا التي كانت مترددة في مساعدة النمساويين. وخلال لقاء جمع بينهما بوارسو يوم 21 مايو (أيار) 1849، قبّل الإمبراطور النمساوي فرانز جوزيف الأول يدي الإمبراطور الروسي نيقولا الأول وطلب منه التدخل لإنقاذ النمسا.

عقب هذا اللقاء، وافق الإمبراطور الروسي على التدخل وسمح بإرسال 200 ألف جندي روسي لإخماد الثورة المجرية. بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 1849، استعادت النمسا السيطرة على المجر بفضل التدخل الروسي الناجح. فضلا عن ذلك، كان كوسوث قد فر نحو الدولة العثمانية طالبا اللجوء.


أسفرت الثورة المجرية ما بين عامي 1848 و1849 عن سقوط عشرات آلاف القتلى. فبالجانب المجري، بلغ عدد الوفيات 45 ألفا. وبالنسبة للنمسا، قتل 16 ألف نمساوي أثناء المعارك بينما توفي 41 ألفا آخرين بسبب الأمراض. ومن الجانب الروسي، قتل حوالي ألف جندي بالمعارك بينما توفي أكثر من 13 ألفا بسبب الأمراض.

بعد مضي 3 أيام فقط عن نهاية المعارك، أعدم النمساويون والروس يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1849 ثلاثة عشر جنرالا مجريا، من أمثال لاجوس أوليش (Lajos Aulich) وجانوس دامجانيش (János Damjanich)، من جنسيات مختلفة شاركوا في قيادة العمليات ضد النمساويين. وقد جاء إعدام هؤلاء الجنرالات شنقا بمدينة أراد (Arad) أمام الجميع. وبسبب ذلك، يلقب هؤلاء الجنرالات بالمجر بالشهداء الثلاثة عشر.











طباعة
  • المشاهدات: 7426
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-10-2025 10:03 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم