01-10-2025 03:21 PM
بقلم : حسين الريان
خرج المستعمر من أرض المسلمين والعرب بعدما دفعته تضحيات الشعوب وبطولاتهم إلى الرحيل وظن كثيرون أن صفحة الاستعمار قد طويت إلى غير رجعة
غير أن ما جرى لاحقا كشف أن الاستعمار لم يغادر فعليا بل استبدل أدواته مستعيضا عن الجيوش والاحتلال المباشر بوسائل أشد مكرا وأكثر دهاءا !
لقد تحررت الأرض لكن النفوس لم تتحرر عند بعض النخب التي آثرت أن تستجدي بقاءها في السلطة على حساب كرامة الأمة ودماء أبنائها وشرفهم لا بل حساب خيرات بلادها وثرواتها واموالها أيضا !!
فبعض القادة وجدوا في التبعية السياسية والعسكرية والاقتصادية وسيلة لحماية عروشهم ففتحوا الأبواب أمام نفوذ الغرب ليعود ولكن بلا قتال او سلاح او تكاليف مادية او عسكرية او اي جهد شخصي وبدني يذكر !
بل عاد من خلال تحالفات فارغة واتفاقيات كاذبة وإملاءات مذلة تجعل القرار الوطني مرهونا بمراكز النفوذ الخارجية
بذلك أصبح الاستعمار أكثر خطورة لأنه لم يعد يفرض بالقوة فقط
بل يطلب طوعا من بعض أبناء الأمة الذين باعوا الكرامة والشرف بثمن بخس طمعا في تلبية طموحاتهم ومصالحهم الشخصية البخسة الرخيصة للأسف
نعم
الاستعمار الحقيقي اليوم ليس في الجندي الذي يقتحم الأرض بل في التابع الذي يوقع شيكا مفتوحا على بياض ليستجدي الرضا
ومتى أدركت الشعوب أن التحرر لا يكتمل إلا بتحرر القرار والإرادة عندها فقط تنكسر قيود التبعية ويستعيد العرب والمسلمون مكانتهم التي تليق بهم وتتحرر الأوطان فعلا.
حسين الريان _ نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة الرصيفة
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-10-2025 03:21 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |