29-09-2025 04:35 PM
بقلم : الإعلامية ليندا المواجدة
المؤثر الأمني هو بصمات وكلمات تمتاز بطابع المجتمع الجديد، وتسعى إلى توعيته بمختلف فئاته العمرية نحو تبني سلوكيات إيجابية تنعكس على المجتمع، عبر معالجة السلبيات التي تعاني منها كثير من المجتمعات العربية. ويبرز دور المؤثر الأمني من خلال بصماته التحذيرية لجيل الشباب، خاصة في مواجهة آفة المخدرات التي تدمر حياة الإنسان وتنعكس سلباً على السلم الأهلي، مما يشكل بعداً اجتماعياً لمحاربة هذه الآفة الخطيرة وإعادة اللحمة المجتمعية إلى معاييرها الحقيقية.
ويمتد هذا الدور ليشمل نبذ العنف المجتمعي، وإصلاح المجتمع وعلاقاته، بطريقة تسمو بالطابع الأخلاقي وتشكل مكوناً أساسياً لبيئة مجتمعية جاذبة تدعو إلى رفض السلوكيات السيئة. فالمؤثر الأمني هو الذي يقود نحو بيئة آمنة، ويرفض نشر الإشاعات الهدامة التي تضر بالمجتمع، ويسعى لتحقيق أهداف أمنية مجتمعية ريادية تحفظ الأجيال من الإحباط والانحدار، وتمنع محاولات تجييشهم ضد مجتمعهم.
هذه المؤثرات جميعها ترتبط بحياة الناس وتشكل دافعاً حقيقياً للمؤثرين في إيجاد الحلول العامة التي تسهم في الإصلاح، لا أن تكون دافعاً للشهرة والمال من خلال تقديم محتوى هابط يستميل فئة معينة ويرفضه الغير. فنحن في الأردن نعيش حالة من الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في إقليم مضطرب، حيث تدلل المؤشرات على احتمالات قد تقود المنطقة إلى ما لا يُحمد عقباه، وهذا ما يضاعف مسؤوليتنا كمؤثرين أمنيين في التوجه نحو مستقبل أفضل لوطننا بعيداً عن الفتن والانقسامات.
ولا يقتصر مفهوم التأثير الإيجابي على الجانب الأمني فقط، بل يمكن لكل شخص أن يكون مؤثراً في مجاله وتخصصه من خلال أدائه وسلوكه، سواء كان اجتماعياً أو سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً أو حتى تعليمياً. فالمعلم في صفه، والطبيب في عيادته، والسياسي في قراراته، والإعلامي في رسالته، جميعهم قادرون على ترك بصمات مؤثرة تشكل وعي المجتمع وتدفع به نحو الإيجابية والإصلاح. فالمؤثر الحقيقي ليس من يبحث عن الشهرة، بل من يؤدي دوره بأمانة ويعكس قيمه وانتماءه في سلوكه اليومي.
إن المجتمع الأردني يجتمع على منظومة قيمية وأخلاقية لا تقبل الإهانة ولا تسمح لأحد أن يتطاول عليها، وهذا يفرض علينا أن يكون محتوى التأثير قائماً على العلم والمعرفة والثقافة والقيم الأخلاقية التي تُبعدنا عن المهاترات وحب الظهور المرتبط بالإساءة، فهذا أمر مرفوض. ومن هنا، إذا أردت أن تكون مؤثراً أمنياً بحق، فليكن تأثيرك من خلال البصمات الحسنة والسنة الطيبة التي تحمي المجتمع، لا من خلال التصور الفردي بأن مجرد الدراسة أو المعرفة تجعل صاحبها مؤثراً جاهزاً. فالمؤثر الحقيقي هو صاحب السنة الحسنة، فكن مؤثراً أمنياً يحمي وطنه ومجتمعه
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-09-2025 04:35 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |