حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,1 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9506

العمارات يكتب: الذهنية الأردنية ليست بخير

العمارات يكتب: الذهنية الأردنية ليست بخير

العمارات يكتب: الذهنية الأردنية  ليست بخير

29-09-2025 11:17 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس العمارات
تعتبر السمات الأساسية للمُجتمع من العناصر المهمة، حيث تعبر عن الطموحات المستقبلية لأفراده. فهي تجسد شعور الانتماء وتعكس تطور سلوكهم وإنجازاتهم في مجالات عديدة. كما تلعب دوراً مهماً في رفع مكانة الأمم وتقدمها وازدهارها. وكما تتضمن المبادئ والقيم التي تحفز الأفراد على تحقيق أهداف معينة فيجب أن تستند الهوية الوطنية لمجتمع معين إلى أسس ثابتة ومُتجذرة تمنحها قوتها. وهي ترتكز على معايير قيمة وأخلاقية وضوابط اجتماعية، تسهم في استقطاب الأفراد على مستوى العالم والإنسانية وتعزيز الأهداف السامية.
ويتجلى تأثير الالتزام بالهوية الوطنية على الفرد والمجتمع والوطن بشكل عام، عندما يؤدي كل شخص واجباته بأفضل طريقة. فتظهر ثمار ذلك في تماسك النسيج الاجتماعي وقوته، وكذلك في ازدهار العلم والمعرفة واستثمار العقول المبتكرة. كما ينعكس ذلك في الاستقرار الاقتصادي وتطوره، بالإضافة إلى البناء المستمر للوطن ومواكبة الحضارة العالمية، مما يعزز مكانة الوطن والمواطن.
وفي خضم ما يجري من صخب ضخم هنا وهناك ، فالذهنية الأردنية ليست بخير ، فما تسمعه ليس كما تراه ،وكما قالوا نسمع جعجعة ولا نرى طحينناً ، فالثقافة التي ننشد لم تعد هي ، والتطبيق بعيداً عن الكلام المٌنمق المحفوف بكثير من المغريات ، ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ميادين للمعارك الطاحنة افتراضيا ، وبرغم المسوغات القانونية الا ان البعض لم يعد يتفوه ويتشدق ويصدح ويمرح ويصرح وينال من كل شي ويسيئ الى العقلية الأردنية والرسم الأردني الذي امتد لاكثر من 3500 سنة ، وهذا يُظهر ان البعض ليسوا ضمن اطر المنظومة القانونية، فلا حدود لهم للتعبير عن ما يجول في خاطرهم وعن ما يرونه مخالفاً لما هو مشروع في حياتنا ، فكل الحدود موصودة في وجوه الذين يريدون ان يقولون حقا ً، فيما كثير من الذين يسعون الى دس السُم في الدسم يعتبرون انفسهم قامات ورجال دولة ، وهم لم يقدموا صفرا للوطن.
وفي تعريف الذهنية والثقافة لا بد ان نقف بعض الشئ عند هذه الكلمات والمفاهيم الجمة ، التي يملؤها كثير من الاتجاهات التي تسعى إلى الهام الافراد لينهلوا منها حتى يكونا اكثر دراية فيما يقومون به وتساعدهم على المضي قدما في حياتهم ، الا ان ما نراه اليوم من ثقافات مرورية لا ترتقي الى مستوى الذهنية التي كنا عليها ذات يوم ، نحترم الكبير قبل الصغير ونقدم الاعلى على الادنى ، ويمضي صغيرنا في حاجتنا ، فلم يكن ذلك الغول بيننا، كما هو اليوم. حوادث مرورية قاتله وسلوكيات عجفاء مُميتة وتصرفات هنا وهناك نالت من الاقتصاد والصحة ونالت من جيوب الكثيرين الذين لا يزالون يألمون من فواجع تلك الحوادث التي كشرت عن انيابها بفعل غياب ثقافة مرورية ناجعة وفي ظل غياب ثقافة التواصل والاتصال المٌجتمعي ، وفي ظل غياب ثقافات الحوار وقبول الاخرين كجزء من المٌعادل المرورية، ولم تقف اساب غياب الذهنية عند هذا الحد ؛بل تعداه إلى ثقافة التعبير عن الافراح فالسلوكيات المنحرفة عن مسار القانون ، وجرائم القتل ، فذهنية الماضي كانت مبينة على ان لا فرح في ظل الحُزن ، ولا تعدي على حرية الاخرين في ظل احترام مبادئ الثقافات المٌجتمعية الكثيرة التي بني عليها المٌجتمع الاردني وترعرع .فالذهنية اليوم ليست بخير لما يجري من تعدِ على حقوق الاخرين في التعبير عن الفرح ، فكم من بريئ ذهب ضحية ثقافة الطيش جراء استخدام السلاح للتعبير عن الفرح ، وكم من طفل ما زال على سرير الشفاء جراء ذهنية عرجاء ناتحجة عن سلوك اجوف ينتظر ان يتعافى .
نعم ذهنيتنا اليوم . ليست بخير ، فكل ما يجري دليل كما الشمس على انها ليست بخير ، وان كان من شأن لها فلا بد من مراجعة سريعة لما يجري من ارهاصات جمة ، ومن سلوكيات ثقافية ليست دالة على سلوكيات الاردني الذي نراه خارج الاردن يحترم حرية وثقافات الاخرين ويتوقف عند كل حد ليس له ، ويقدم الاعلى على الادنى ، ويميز الخبيث من الطيب ، ويرتقي كل يوم بتميزه عن الاخرين بحسن المبادءة وتقديم الافضل والاميز بكل احترافية .











طباعة
  • المشاهدات: 9506
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-09-2025 11:17 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنهي خطة ترامب حرب "إسرائيل" على غزة وتدفع نحو إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم