حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,28 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5175

هل يستطيع كريستال بالاس المنافسة على لقب "البريميرليج"؟

هل يستطيع كريستال بالاس المنافسة على لقب "البريميرليج"؟

هل يستطيع كريستال بالاس المنافسة على لقب "البريميرليج"؟

28-09-2025 10:09 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - امتد إشعاع كريستال بالاس المتصاعد إلى مدرج "الهولمزدايل فاناتيكس" في ملعب "سيلهرست بارك"، حيث شاهدت جماهيره بأعينها العيوب التي ظهر بها ليفربول هذا الموسم تُكشف بلا رحمة.

على مدار 34 دقيقة، مزّق "النسور" ضيوفهم إرباً، وكان الهدف الوحيد الذي سجله إسماعيلا سار شاهداً على تفوقهم الكبير، قبل أن يطلق المشجعون هتافهم الشهير: "سنفوز بالدوري". قد يكون التفاؤل بلغ حد المبالغة، لكنه كان دليلاً واضحاً على مدى قوة هذا الفريق في الوقت الحالي.

ليفربول، الذي عاش طوال الموسم على الحافة، حتى وهو يحقق خمسة انتصارات متتالية في الدوري، لم يتمكن من إخفاء عيوبه الدفاعية رغم صفقاته الجديدة والغالية، وهي الثغرات التي ظهرت لأول مرة في آب (أغسطس) على ملعب ويمبلي عندما خطف بالاس درح المجتمع بركلات الترجيح.

فريق المدرب النمساوي أوليفر جلاسـنر، رفض أن يترك "الريدز" يفلت من العقاب، كما حدث أحياناً مع منافسين آخرين هذا الموسم. ورغم أن النتيجة عند الاستراحة لم تكن سوى 1-0، فقد كان من الممكن أن تكون 6-0 بالنظر إلى سيل الفرص الضائعة.

هدف سار في الدقيقة التاسعة لم يكن إلا مكافأة متواضعة على أداء بالاس المذهل، بينما كان الحارس أليسون الحارس الوحيد الذي أنقذ سمعة ليفربول، بعدما تصدى ببراعة لمحاولات يريمي بينو، دانييل مونيوز، وجان-فيليب ماتيتا، الذي ارتطم تسديدته بالقائم أيضاً.

وبينما بدا أن الأداء الكبير لبالاس سينتهي عند نقطة واحدة فقط بعد هدف التعادل الذي سجله فيديريكو كييزا في الدقيقة 87، جاء العقاب المضاد. ففي الدقيقة 97، سجل البديل إيدي نكيتياه هدف الفوز المستحق، تقريباً مع آخر ركلة في اللقاء.

هذا الانتصار كان الثاني فقط لبالاس على ليفربول في آخر 17 مواجهة، والأول على أرضه منذ العام 2014.

وانفجر الملعب التاريخي في احتفالات صاخبة، لكن هذه المشاهد باتت مألوفة لدى جماهير كريستال بالاس تحت القيادة الرائعة لجاسـنر، الذي حوّل الفريق إلى قوة صاعدة في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وصل كريستال بالاس الآن إلى 18 مباراة متتالية دون هزيمة في جميع البطولات، وهي السلسلة التي تضمنت الفوز التاريخي على مانشستر سيتي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في أيار (مايو) الماضي، ليعادل رقماً قياسياً في تاريخ النادي يعود إلى العام 1969.

هذا النجاح دفع الفريق إلى المركز الثاني في جدول الدوري، بفارق ثلاث نقاط فقط خلف حامل اللقب ليفربول، بعد بداية مبهرة للموسم.

الطاقة الكبيرة التي يظهرها جلاسـنر على الخطوط انتقلت بوضوح إلى فريقه، الذي يتمتع بجودة عالية في جميع المراكز ويستحق تماماً موقعه الحالي في قمة الترتيب.

الحارس دين هندرسون كان رائعاً حين طُلب منه التدخل، حيث تصدى برد فعل مذهل لتسديدة ريان جرافينبرش التي ارتطمت بالقائم في الشوط الأول. أما القائد والمدافع الأساسي مارك جويهي فقد أثبت قيمته الكبيرة، وأوضح تماماً سبب خيبة الأمل الكبيرة داخل ليفربول بعد فشل صفقة انتقاله إلى "أنفيلد" مقابل 35 مليون جنيه إسترليني في اليوم الأخير من سوق الانتقالات.

كان تماسك جويهي النقيض تماماً للفوضى التي ظهرت في دفاع ليفربول، حيث عانى إبراهيما كوناتي، بينما بدا القائد فيرجيل فان دايك مرتبكاً إلى درجة أنه تلقى بطاقة صفراء بسبب الاعتراض على الحكم.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ أضاف جويهي مزيدا من الإهانة للزوار المترنحين حين لعب دوراً محورياً في صناعة هدف نكيتياه القاتل، بعد رمية تماس طويلة تسببت في ارتباك دفاعي واضح تماماً كما حدث في الهدف الأول من ركلة ركنية.

آدم وارتون يبدو أنه في طريقه ليصبح لاعباً أساسياً في تشكيلة إنجلترا، حيث لم تُخفِ طريقته المميزة في اللعب بجوارب منخفضة الأناقة الكبيرة التي يتمتع بها، ولا القدرة التنافسية التي تضعه ضمن أبرز لاعبي خط الوسط. أما الياباني دايتشي كامادا فكان بدوره نشيطاً وفعالاً في كل أرجاء الملعب.

في الخط الأمامي، يقدم إسماعيلا سار إضافة نوعية للهجوم، بينما يظل زميله جان-فيليب ماتيتا متذبذب المستوى وأكثر ميلاً للإخفاق منه للنجاح في هذه المباراة لكنه مع ذلك يمثل تهديداً مستمراً وإزعاجاً متواصلاً لدفاعات الخصوم.

يقف خلف كل ما يحدث في كريستال بالاس المدرب الكاريزمي جلاسـنر، الرجل الذي أحدث نقلة نوعية في النادي والذي سيفعل رئيسه ستيف باريش المستحيل للإبقاء عليه في ملعب "سيلهرست بارك".

بالاس، الذي حقق ثماني انتصارات و10 تعادلات، يعيش الآن أطول سلسلة لاهزيمة في تاريخه (18 مباراة متتالية)، وهو رقم سبق أن سجله بين شباط (فبراير) وآب (أغسطس) العام 1969. ثلاث من هذه المباريات جاءت أمام ليفربول أيضاً.

فريق "النسور" بات الآن الفريق الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي لم يخسر، بعد أن فازوا في ثلاث مباريات وتعادلوا في ثلاث من أول ست جولات، وكل ذلك تحقق رغم بيع صانع الألعاب إيبيريتشي إيزي إلى آرسنال في الصيف الماضي.

عندما وصل الفريق إلى إنجاز مماثل الموسم 1990-1991، أنهى البطولة في المركز الثالث، وهو أعلى مركز يحققه بالاس في تاريخه بالدوري الممتاز.

المدرب النمساوي، الذي بدا في غاية السعادة، قال في تصريحات بعد اللقاء: "لقد لعبنا شوطاً أول مذهلاً وتقدمنا عن جدارة. استحققنا الفوز. التغلب على ضغط ليفربول الذي استحق هدف التعادل جعلني سعيداً برد فعل اللاعبين".

وأضاف: "نتحدث دائماً عن شخصيتنا. نحن نلعب دائماً من أجل الفوز. كل من يرتبط بكريستال بالاس حصل اليوم على مكافأته. اللاعبون أظهروا قدراً هائلاً من الثقة. قمنا بالكثير من الركض، جودة التمريرات والتحركات داخل منطقة الجزاء كانت رائعة".

وتابع: "سنحلل المباراة ونستفيد من كل هذه الإيجابية. عليك أن تستمتع بهذه اللحظات، وإلا فعليك أن تسأل نفسك لماذا تفعل ذلك".

ليفربول، من جانبه، بدا وكأنه يعيش يوماً كان لا مفر منه. الفريق اعتاد هذا الموسم على خطف الانتصارات بأهداف متأخرة أمام بورنموث، نيوكاسل يونايتد، بيرنلي وآرسنال. لكن هذا الإيقاع لم يكن قابلا للاستمرار، وكاد فيديريكو كييزا أن يعيد السيناريو بتسجيله هدف التعادل قبل أن يوجه إيدي نكيتياه الضربة القاضية في الوقت بدل الضائع.

وعلى الرغم من سلسلة انتصاراتهم السبع المتتالية في جميع المسابقات، فإن ليفربول ما يزال فريقاً في طور البناء، مع وجود العديد من الصفقات الجديدة.

إحدى أبرز مشكلات الفريق تجلت في غياب المهاجم المتألق هوجو إكيتيكي، الذي سجل خمسة أهداف في سبع مباريات، لكنه تعرض للإيقاف لمباراة واحدة بسبب "تصرف أحمق" على حد وصف المدرب آرني سلوت بعدما خلع قميصه عقب تسجيله هدف الفوز في منتصف الأسبوع ضد ساوثهامبتون في كأس الرابطة. وجوده ربما كان ليصنع الفارق في هجوم الفريق أمام بالاس.

أما ألكسندر إيزاك، أغلى صفقة في تاريخ النادي (125 مليون جنيه إسترليني)، فقد حصل على أول مشاركة أساسية له في الدوري لكنه بدا بعيداً تماماً عن الجاهزية البدنية، وأضاع فرصة محققة قبل أن يسحب من الملعب وسط صيحات جماهير بالاس: "يا له من هدر للأموال".

الألماني فلوريان فيرتز، القادم مقابل 116 مليون جنيه إسترليني، لم يكن أفضل حالاً، إذ فشل في الظهور باستثناء فرصة واحدة سددها من مسافة ست ياردات مباشرة في يدي الحارس دين هندرسون.

رغم أن ليفربول ما يزال في صدارة الترتيب، فإن المشكلات التي طاردته منذ بداية الموسم انفجرت أخيراً في "سيلهرست بارك".

لكن في المقابل، لا توجد مثل هذه الأزمات في صفوف بالاس وجماهيره المنتشية. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل يمكنهم، أن يتوجوا بلقب الدوري الإنجليزي؟

قد يبدو الأمر مستبعداً، لكن المؤكد أن هذا الفريق المثير والحيوي سيواصل منح جماهيره الأمل، والإثارة، ولحظات الفرح طوال هذا الموسم.








طباعة
  • المشاهدات: 5175
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-09-2025 10:09 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم