28-09-2025 12:11 PM
بقلم : عقيد متقاعد محمد الخطيب
جلالة الملكة رانيا العبدالله ليست فقط سيدة الأردن الأولى، بل تُعد من أبرز الأصوات الإنسانية على الساحة الدولية، خاصة في قضايا الأطفال وحقوق الإنسان. ومن خلال مشاركاتها المتعددة في المؤتمرات والفعاليات العالمية، استطاعت الملكة أن تلعب دورا مؤثرا في الدبلوماسية الناعمة، حيث تستخدم حضورها وقيمها ورسائلها الإنسانية للدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها معاناة الأطفال الفلسطينيين، وخصوصا في قطاع غزة.
يوم أمس، حضرت جلالة الملكة اجتماعا وزاريا رفيع المستوى في مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك، بدعوة مشتركة من الأردن وبلجيكا والاتحاد الأوروبي، للمناداة باتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الأطفال الفلسطينيين. وقد جاء هذا الاجتماع ضمن مبادرة "نداء للعمل من أجل أطفال فلسطين"، التي أُطلقت عام 2024 لتسليط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه الأطفال في غزة والضفة الغربية.
الاهتمام بالأطفال هو محور أساسي في عمل جلالة الملكة رانيا، حيث تؤمن بأن الأطفال هم ضحايا الحروب الأبرياء، ويجب أن يكون لهم صوت يُسمع في المحافل الدولية. وقد ركزت الملكة دائما على أهمية التعليم، والحماية، والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بالنزاعات.
وفي غزة تحديدا، كانت الملكة دائما من أوائل من يسلّطون الضوء على معاناة الأطفال هناك، سواء من خلال اللقاءات الرسمية أو الكلمات المؤثرة التي تلقيها في المحافل الدولية. تؤمن جلالتها أن "طفلًا لا يعرف الأمان، ولا يجد الغذاء أو العلاج أو المدرسة، هو طفل محروم من المستقبل"، وهذه الرؤية دفعتها إلى المشاركة الفاعلة في المبادرات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني.
تمثل جلالة الملكة نموذجا ناجحا للدبلوماسية الناعمة، حيث تُحدث فرقا دون منصب رسمي في الدولة. تستخدم الملكة منصاتها، سواء في الإعلام أو المؤتمرات أو وسائل التواصل الاجتماعي، لتكون صوتا للمتألمين، لا سيما النساء والأطفال في مناطق النزاع.
مداخلاتها دائما تحمل نبرة إنسانية عميقة، بعيدة عن الخطابات السياسية التقليدية، وهذا ما يجعل رسالتها تصل إلى القلوب. دعمها للقضية الفلسطينية لا يقوم على الشعارات، بل على نقل الواقع، كما فعلت في الاجتماع الأخير حين تم عرض رسائل مصورة من أطفال فلسطينيين يعبّرون فيها عن ألمهم وآمالهم.
جلالة الملكة رانيا العبدالله تمثل ضميرا حيا في عالم تزداد فيه النزاعات وتتراجع فيه العدالة. ومن خلال دورها الإنساني والدبلوماسي، تواصل الدفاع عن حق الأطفال – خاصة في غزة – بالحياة، والتعليم، والأمل. رسالتها دائمًا واضحة: الطفولة ليست ساحة حرب، والأطفال ليسوا أهدافا، بل أمانة في أعناق العالم أجمع.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-09-2025 12:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |