حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,30 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4424

خولة كامل الكردي تكتب: الاعتراف بالدولة الفلسطينية طوق نجاة أم تصحيح مسار؟

خولة كامل الكردي تكتب: الاعتراف بالدولة الفلسطينية طوق نجاة أم تصحيح مسار؟

خولة كامل الكردي تكتب: الاعتراف بالدولة الفلسطينية طوق نجاة أم تصحيح مسار؟

28-09-2025 09:19 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : خولة كامل الكردي
توالت الاعترافات الأوروبية بشكل لم يسبق له مثيل منذ إعلان قيام دولة فلسطين في 15 نوفمبر 1988، وتشكل روسيا والصين من أوائل الدول ذات الثقل الدولي في العالم ودائمتي العضوية في مجلس الأمن، حيث سارعتا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، فرغم مرور كل تلك السنوات على اتفاق أوسلو، لم تخط الدول الغربية أي خطوة في اتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل رسمي، مما أعطى الكيان المحتل الإسرائيلي دفعة قوية في الاستهانة باتفاق أوسلو، وزاد من غطرسته واتساع قضمه للأراضي الفلسطينية ومروحية بناء المستوطنات، وعدم الإيفاء بالتزاماته بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كما فعلت السلطة الوطنية الفلسطينية، فكان الاعتراف من طرف واحد ولم تكترث الإدارات الأميركية المتعاقبة على البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي، تشكيل أي ضغط يذكر لحث دولة الاحتلال على القيام بخطوات جادة وعملية لجعل الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمرا واقعاً قيد التنفيذ، بل سعت إلى طمس تلك الحقيقة، والتنصل من كل ما اتفق عليه في معاهدة السلام أوسلو التي أبرمت في 13 سبتمبر 1993.


فما اصطلح على تسميته تسونامي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتي بدأتها إسبانيا وسلوفينيا وإيرلندا وتبعتها بريطانيا وكندا والبرتغال وفرنسا والعديد من الدول، لم يؤد كل ذلك إلى حث الولايات المتحدة الأميركية على إدراك خطورة الوضع السياسي والأمني في الشرق الأوسط، بل سعت إلى محاولة ثني تلك الدول وعلى رأسها المملكة المتحدة، والتي قام بزيارتها الأسبوع المنصرم ترامب علّه يقنع رئيس الوزراء البريطاني ستارمر بالتراجع عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية. لكن رغم محاولات ترامب اعترفت الحكومة البريطانية بدولة فلسطين، ولاقى ذلك ترحيباً من دول العالم رغم أنه جاء متأخراً جداً في وقت يشتد التجويع وحرب الإبادة والتطهير العرقي بحق نساء وأطفال وشيوخ غزة.
ربما أرادت أوروبا من وراء اعترافها بالدولة الفلسطينية، رغم رفض دول في الاتحاد الأوروبي ذاته السير على طريق الاعتراف كالدنمارك وألمانيا والمجر وإيطاليا، أن تعدل موقف الكيان المحتل الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن ينزلق إلى هوة لا خلاص منها. ولم لا وأوروبا وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا ساعدتا في قيام الكيان الصهيوني، ومده بكل سبل الحياة على حساب فلسطين وأهلها، فإن كانت أوروبا جادة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، المفترض أن تتوقف عن دعم ذلك الكيان بالسلاح والعتاد وبرامج التجسس والشراكة الاقتصادية والأكاديمية، والذي ساهم بصورة كبيرة في قتل أهل غزة وتدمير منازلهم والقضاء على البنى التحتية للقطاع.
تفاؤل حذر والوقائع على الأرض تخالف ما أعلن، لكن المستقبل سيثبت صدق النوايا الغربية. ومع ذلك الأمل يحذو أحرار العالم في أسطول الصمود، إنقاذ غزة من محرقة إسرائيلية لم تبق بشرا ولا حجراً ولا شجرا إلا ودمرته، وضربت بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية، والعالم الذي يدعي التحضر يتفرج، فلولا وجود قبول ورضا من أوروبا ما كانت وصلت المأساة الفلسطينية الغزاوية إلى مستويات من الإجرام والتوحش لا يطيقها بشر.











طباعة
  • المشاهدات: 4424
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-09-2025 09:19 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم