27-09-2025 03:23 PM
بقلم : د. خولة الشحيمات
إيمانًا بحق كل طالب وطالبة في التعلم والإبداع بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز، تولي وزارة التربية والتعليم اهتمامًا كبيرًا بالتعليم الدامج، باعتباره حقًا طبيعيًا ومبدأً أساسيًا للعدالة والمساواة. وقد أكّد جلالة الملك عبد الله الثاني – في القمة العالمية الثالثة للإعاقة في برلين – أن الدمج لا يعني مجرد تسهيل الوصول، بل الاعتراف بالإمكانات الكامنة لدى كل فرد، وتهيئة بيئات تمكّن الجميع من المساهمة والتفاعل بشراكة حقيقية. إن دمج الطلبة ذوي الإعاقة في المدارس ليس خيارًا، بل هو ضرورة تربوية واجتماعية، ومن هنا كان شعارنا الواضح: "دمج، تعليم، وتمكين" ليكون كل طالب قادرًا على تحقيق ذاته واكتشاف إمكاناته. في الماضي انصبّت النظرة المجتمعية للأشخاص ذوي الإعاقة على القيود لا القدرات، فحُرِم الكثيرون من فرص التعليم والعمل، وأثر ذلك على ثقتهم بأنفسهم، لكن بفضل الوعي المتزايد والبرامج التعليمية النوعية تغيّرت هذه النظرة لتصبح أكثر إيجابية، تركّز على الإمكانات والمواهب الفردية، وتجعل الدمج ركيزة تعزز التعاون والاحترام المتبادل، وتتيح اكتشاف القدرات الكامنة لدى كل طالب. وتظل المدرسة القلب النابض لنجاح التعليم الدامج من خلال تطوير المناهج الدراسية بما يراعي الفروق الفردية، وتدريب المعلمين على استراتيجيات التعليم الدامج، وتهيئة بيئة شاملة تضمن ممارسة الحقوق التعليمية والاجتماعية بثقة، كما يشكل دعم الأسرة والمجتمع عنصرًا جوهريًا يعزز استمرارية الدمج ويضمن نجاحه. ورغم الإنجازات ما زالت التحديات قائمة، أبرزها نقص التدريب المتخصص للكوادر التربوية وضعف الأدوات والوسائل المساندة ومقاومة بعض الممارسات التقليدية، وهنا يبرز دور التكامل بين الوزارة والمدارس والأسرة والمجتمع لتوفير بيئة مرنة ومرافق مناسبة وحملات توعية مستمرة بما يحوّل التحديات إلى فرص للنمو والتقدم. إن التعليم الدامج ليس مجرد هدف تعليمي، بل هو منفعة مجتمعية شاملة لأنه يزرع قيم العدالة والشمولية ويستثمر في طاقات كل فرد ليُبنى مجتمع أكثر وعيًا وعدالة وتمكينًا، ويبقى شعارنا المرشد: "دمج، تعليم، وتمكين" حتى يكون لكل طالب الحق في التعلم والمشاركة والإبداع بلا قيود أو تهميش.
الكاتبة: د. خولة الشحيمات
المشرفة التربوية – مديرية الأغوار الشمالية
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-09-2025 03:23 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |