24-09-2025 10:12 AM
بقلم : علي الدلايكة
لقد جاء خطاب جلالته حاملا الكثير من الاستفهامات ليضعها امام المجتمع الدولي والتي جاءت كنتيجة ماثلة امام الجميع لتصرفات الكيان المتطرف والذي لا يراعي في ذلك اي اعتبار للقانون الدولي مستهترا مستفزا خارقا ومتنكرا للقيم والاعراف القانونية والانسانية والاخلاقية ....
الى متى سيبقى الحال على ما هو عليه دوليا مكتفيا بالتنديد والاستنكار عاجزا ان ينطلق الى حالة الفعل المؤثر على الارض بخطوات تلجم الكيان وتعيده الى حجمه الطبيعي...؟
الى متى سيبقى الكيان يمعن بالقتل والتدمير والتهجير والتجويع والضم للاراضي وبناء المستوطنات وخروقاته لحرمة القدس والمقدسات والاعتداءات المتكررة على دول الجوار ....؟
الى متى سيبقى العالم ينكر ويتنكر للشعب الفلسطيني خصوصا وشعوب المنطقة عموما لنيلها حقوقها وان تنعم وتتنعم بما تتنعم به باقي الشعوب بعيدا عن الحرمان والتضييق والحصار وعرقلة ما تقوم به من خطوات للتطوير والتحديث والحداثة والتقدم....؟
الى متى سيبقى الكيل بمكيالين من البعض ومن الدول التي تدعي رعايتها للديمقراطية وحمايتها للحريات وحق الشعوب في العيش الكريم والتي تدعي الانسانية قولا اما فعلا فهو ميزاجا وانتقاءا....؟
الى متى سيبقى الكيان يحظى برعاية وحماية بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية تبرر تصرفاته وفاشيته وتغض الطرف عن بشاعة افعاله في الوقت الذي تنكر على الطرف الاخر دفاعه المشروع عن نفسه وحقوقه....؟
الى متى سيبقى الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والذي اخذ يتسع ويتممدد الى صراع عربي اسرائيلي نتيجة عنجهية وتمرد الكيان يراوح مكانه دون اتخاذ خطوات حاسمة حازمة رادعة له تلجمه وتكبح جماحه وتجبره على الاتزام بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول واستقرارها والمحافظة على حق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة بالعيش الكريم....؟
الى متى ستبقى دول المنطقة هي الوحيدة التي تبادر الى التهدئة واعطاء العملية السلمية فرصة تلو الاخرى دون اي تفاعل من قبل الكيان ودون ان يتقدم ولو لخطوة واحدة في هذا الاتجاه سائرا خلف سراب احلامه الموهومة ومتجاهلا بان العنف يولد العنف وان القوة سيقابلها قوة وانها لن تحقق له السلام والامن المنشود الذي يفتقده الشعب الاسرائيلي والذي ذاق ذرعا مما فرض عليه من ظروف قاسية لا طاقة له بها....؟
ان خطاب جلالته يمثل حالة انذار قصوى فريدة قد تكون الاخيرة التي يضع بها المجتمع الدولي وقادة العالم امام مسؤولياته الادبية والسياسية والاخلاقية والتي سيسجلها التاريخ بان يعيد الهيبة والقوة لمجلس الامن بجميع اذرعه وان يعيد فاعلية تطبيق القانون وعلى الجميع دون الكيل بمكيالين وخلاف ذلك فاننا سنكون متجهين الى شريعة الغاب والتي لن تبقي ولا تذر....
ان هذا الخطاب يمثل حالة متقدمة من القوة السياسية والاخلاقية والانسانية والقيمية تضاف الى ما تقدم وسبق من خطابات لجلالته من على ارفع المنابر وأهمها ليس تجاه المنطقة وما يجري فيها من احداث غاشمة فقط وانما هي تتعدى الى العالم اجمع وما يجب ان يكون عليه التعامل مع كافة بؤر الصراع عالميا وهذا هو الموقف الثابت للدولة الاردني والذي لا يقبل المساومة رغم كل ما تعرض له من تشكيك ومن محاولات اجهاض وتحييد تكسرت على صخرة صموده وصلابة مواقفه .....
هذا خطاب صريح واضح المعالم لا لبس فيه ولا غموض ولا مواربة لمن اراد ان يعي ويدرك ويفكر بعيدا عن وخارج حدود التعنت والتمرد والغرور والعنجهية والغباء السياسي ولمن اراد ان يتعض ويلقي السمع وهو شهيد...
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-09-2025 10:12 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |