24-09-2025 08:43 AM
بقلم : الإعلامي الدكتور محمد العشي
في كل عام، تحتفل المملكة العربية السعودية بعيدها الوطني، هذه المناسبة التي تحمل في طياتها تاريخًا من العزّ والكرامة، وتجسيدًا للقيم والمبادئ التي أرساها القادة منذ تأسيس الدولة. وفي هذا العام، يكتسب الاحتفال معنىً أعمق، فهو يأتي تحت شعار "عـــــزّنا بطبعــــنا"، ليذكّرنا بالفخر بالهوية، والتمسك بالقيم الأصيلة التي تربط الماضي بالحاضر، وتمنح المستقبل بريقًا من الأمل والثقة.
في يوم الاثنين 22 سبتمبر 2025، وعلى هامش هذه الاحتفالات الوطنية، وجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رسالة قوية إلى العالم، دعا خلالها كافة الدول للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذه الدعوة جاءت في مؤتمر "حل الدولتين" بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، الذي نظمته السعودية وفرنسا، لتؤكد التزام المملكة بالقضية الفلسطينية، وتعكس موقفًا ثابتًا تجاه السلام العادل والدائم في المنطقة.
لا يقتصر الأثر الوطني والإنساني لهذه الدعوة على السياسة وحدها، بل يتعداه ليشمل شعور الفخر في النفوس، إذ يربط بين الاحتفال بالهوية الوطنية السعودية وحرص المملكة على العدالة والحق للشعوب العربية، ويجسد رؤية قيادتنا في أن القوة الحقيقية تكمن في القيم والمبادئ، لا في القوة العسكرية أو النفوذ فقط.
أما عن الاحتفالات في الشوارع والمدن، فقد غمرتها ألوان الفخر والبهجة، وتجلّت في الفعاليات الثقافية والفنية التي نقلت رسالة واضحة: السعودية تحتفل بعزّها الوطني، وهي في الوقت نفسه ملتزمة بدورها الإنساني في دعم فلسطين والشعب الفلسطيني. الشباب السعودي، والأسر، والمؤسسات، كلهم شاركوا في تجسيد هذا المعنى، مؤكدين أن الوحدة الوطنية والفخر بالهوية يمكن أن يتناغم مع القيم الإنسانية العليا.
وفي هذا السياق، نجد أن الأمل يصبح الرابط بين القيم الوطنية والرسالة الإنسانية، فالاعتراف بدولة فلسطين ليس مجرد موقف سياسي، بل هو تجسيد لروح العدالة والتضامن، وهو رسالة للعالم بأن الهوية والقيم العليا هما المصدر الحقيقي للقوة. وبينما يحتفل السعوديون بوطنهم، نجد الأردنيين أيضًا يشتركون معهم في هذه المشاعر الإنسانية، مستلهمين الأمل من المبادرات التي تُحدث فرقًا في المجتمع، ومن الفعل الإيجابي الذي يبدأ بخطوة صغيرة لكنه يمتد ليشمل الجميع، ليزرع التفاؤل والدفء في النفوس.
إن الاحتفال بالعيد الوطني السعودي والرسالة الفلسطينية الموجهة للعالم اليوم، يحملان في طياتهما درسًا للجميع: الفخر بالهوية، التمسك بالقيم، والإيمان بأن الأمل والعمل من أجل الآخرين يمكن أن يحدث تغييرًا حقيقيًا. فكل ابتسامة، وكل مبادرة، وكل كلمة دعم، هي شعاع نور يضيء دروب الأجيال القادمة، ويجعل مجتمعاتنا أكثر تلاحمًا، وأكثر قدرة على الحب والتواصل الحقيقي.
في نهاية اليوم، وبينما تضيء الأعلام السعودية المدن، وتغمرهم أجواء الفخر الوطني، علينا أن ندرك أن الاحتفال ليس مجرد ذكرى، بل فرصة لتجديد العهد بالقيم، وإحياء روح المسؤولية تجاه الإنسان والوطن. فلنحمل معنا الأمل، ولنزرع في كل لحظة درسًا في العطاء والعدل، ولنجعل "عـــــزّنا بطبعــــنا" شعاعًا يضيء ليس فقط أرجاء المملكة، بل قلوب كل من يؤمن بالعدالة والسلام، من كل زاوية في العالم العربي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-09-2025 08:43 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |