حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,22 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9362

قطامين يكتب: القدس .. مدينة القداسة والوصاية الهاشمية في مواجهة مخاطر التهويد

قطامين يكتب: القدس .. مدينة القداسة والوصاية الهاشمية في مواجهة مخاطر التهويد

 قطامين يكتب: القدس ..  مدينة القداسة والوصاية الهاشمية في مواجهة مخاطر التهويد

20-09-2025 03:48 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبد اللطيف (الجمل) القطامين
القدس ليست مجرد مدينة، بل هي قلب الأديان ومركز الصراع، تلتقي فيها الرمزية الدينية مع المعركة السياسية على الهوية والمستقبل. فهي مهوى قلوب المسلمين والمسيحيين، وفي الوقت ذاته ساحة مفتوحة أمام الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول طمس طابعها العربي الإسلامي والمسيحي عبر سياسات التهويد والهدم والعزل.

القدس في الإسلام

تحظى القدس بمكانة راسخة في العقيدة الإسلامية، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومنها عرج الرسول ﷺ إلى السماوات العُلى في حادثة الإسراء والمعراج. وهي أرض الأنبياء إبراهيم وداود وسليمان وعيسى عليهم السلام، ووصفها القرآن بأنها أرض مباركة. ولذلك فإن المسجد الأقصى يمثل رمزًا للوحدة الإسلامية وخطًا أحمر لا يُمس.

القدس في المسيحية

أما عند المسيحيين، فهي مدينة الفداء والخلاص. هنا عاش السيد المسيح، وهنا صُلب وقام في اليوم الثالث. وتضم القدس أقدس المواقع المسيحية: كنيسة القيامة، درب الآلام، كنيسة المهد في بيت لحم، كنيسة الجثمانية، وكنيسة العلية حيث كان العشاء الأخير. ولهذا فهي مدينة روحية للحج والرمزية الكنسية العالمية.

الوصاية الهاشمية.. عهد ومسؤولية

منذ عام 1924 حين بايع الفلسطينيون الشريف الحسين بن علي وصيًا على المقدسات، والهاشميون يتوارثون هذا الدور التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية. وقد أكد الملك عبدالله الثاني هذا العهد في الاتفاقية التاريخية مع الرئيس محمود عباس عام 2013، لتبقى الوصاية الهاشمية ضمانة لصون هوية القدس الدينية والسياسية، ورعاية للأوقاف الإسلامية والمسيحية، وحماية للوضع التاريخي والقانوني القائم.

المخاطر الصهيونية على القدس

لكن في مقابل هذه القداسة والوصاية، تواجه القدس أخطر الممارسات الإسرائيلية التي تهدد وجودها وهويتها:

1. التهويد وتغيير الهوية: عبر بناء المستوطنات الضخمة (مثل معاليه أدوميم) لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني، ومصادرة الأراضي، وسحب هويات المقدسيين، وتغيير أسماء الشوارع والمعالم إلى العبرية، والاستيلاء على المنازل والعقارات في الشيخ جراح وسلوان.


2. الهدم والتشريد: هدم مئات المنازل الفلسطينية بحجة “عدم الترخيص”، مع عرقلة أعمال ترميم الأقصى التي تشرف عليها الأوقاف الأردنية.


3. انتهاك الوضع القائم في الأقصى: السعي إلى تقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا على غرار المسجد الإبراهيمي، والاقتحامات المستمرة لباحاته، والاعتداء على الحراس والمرابطين.


4. استهداف المقدسات المسيحية: عبر فرض ضرائب باهظة على الكنائس، وتدنيس المقابر المسيحية، واعتداءات متكررة على رجال الدين والممتلكات الكنسية.


5. العزلة والتقطيع الجغرافي: إحاطة القدس بالجدار الفاصل والمستوطنات، ما يحولها إلى جيوب معزولة ويقطع تواصلها مع الضفة الغربية، مما يخنق الحياة الاقتصادية والاجتماعية ويقضي على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.



موقف الأردن والملك عبدالله الثاني

أمام هذه المخاطر، كان موقف الأردن بقيادته الهاشمية ثابتًا وواضحًا:

الملك عبدالله الثاني يؤكد أن القدس خط أحمر لا يمكن المساس به.

يشدد في المحافل الدولية على أن القدس الشرقية أرض محتلة، وأن السيادة فيها للشعب الفلسطيني.

يتحرك الأردن قانونيًا ودبلوماسيًا في الأمم المتحدة والعالم لوقف الانتهاكات وحماية الوضع القائم.

القدس
ستبقى أرض الإسراء والمعراج والقيامة، ومهد الأنبياء جميعًا، ورمز وحدة المسلمين والمسيحيين. وفي مواجهة سياسات الاحتلال والتهويد، تظل الوصاية الهاشمية صمام الأمان الذي يحفظ هوية المدينة المقدسة، ويجسد التزامًا تاريخيًا وسياسيًا وأخلاقيًا بأن القدس ليست ورقة تفاوض، بل عهد خالد وحق لا يسقط بالتقادم.








طباعة
  • المشاهدات: 9362
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-09-2025 03:48 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم