20-09-2025 01:07 PM
بقلم : نضال أنور المجالي
الزميل الخالدي يكشف خطورة التنمر في المدارس.. اقرأ يا وزير التربية!
ليست مجرد كلمة، بل هي جرح عميق يؤثر في كل بيت، ويترك بصماته القاسية على أبنائنا وبناتنا. في الوقت الذي تتباهى به مدارسنا بمناهجها المتطورة، تظل ظاهرة التنمر بين الطلاب كالشبح الذي يطارد الفصول الدراسية والملاعب، ويهدد سلامة أبنائنا النفسية. هذه الظاهرة ليست مجرد سلوك عابر، بل هي انعكاس لمشكلات مجتمعية عميقة، ومرآة تكشف عن قصورنا في التربية والتوعية.
إن المتنمر ليس دائمًا طفلاً سيئًا بطبعه، بل غالبًا ما يكون هو نفسه ضحية ظروف قاسية، أو افتقار للحب والاهتمام، فيلجأ إلى العنف اللفظي أو الجسدي ليشعر بالقوة والسيطرة. هذه السلوكيات تتغذى على الصمت والتجاهل، وتتفاقم في بيئة تفتقر إلى الرقابة الصارمة والتوعية المستمرة.
"ما الحل؟ العقاب الرادع ليس كافيًا!"
قد يظن البعض أن الحل يكمن في العقاب الرادع فقط، لكن الحقيقة أن العقاب وحده لا يكفي. العقاب قد يوقف السلوك مؤقتًا، ولكنه لا يعالج الأسباب الجذرية التي تدفع الطفل للتنمر. الحل يكمن في منظومة متكاملة تبدأ من:
التوعية الشاملة: يجب على المدارس أن تتحول إلى مراكز توعية حقيقية، لا تقتصر على المناهج الأكاديمية، بل تشمل ورش عمل تفاعلية للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور حول مخاطر التنمر وكيفية التعامل معه.
التدخل الفوري: يجب أن يكون هناك بروتوكول واضح وسريع للتعامل مع حالات التنمر. الصمت عن حالة تنمر واحدة يرسل رسالة سلبية بأن هذا السلوك مقبول أو يمكن التغاضي عنه.
الدعم النفسي: يجب توفير فريق من الأخصائيين النفسيين في المدارس لتقديم الدعم لضحايا التنمر، ومساعدة المتنمرين على فهم دوافعهم وتغيير سلوكهم.
شراكة فاعلة: يجب أن تكون العلاقة بين المدرسة والأسرة شراكة حقيقية، حيث يتم تبادل المعلومات والخبرات لوضع خطة مشتركة لمساعدة الطلاب على تخطي الصعوبات السلوكية.
رسالة أخيرة...
إن مكافحة التنمر ليست مسؤولية فردية، بل هي مسؤولية مجتمع بأكمله. يجب علينا كأولياء أمور ومعلمين ومسؤولين أن نأخذ على عاتقنا مسؤولية حماية أبنائنا وبناتنا، وأن نعي أن بناء جيل سوي نفسيًا هو الأساس لبناء مجتمع قوي ومتماسك.
حفظ الله الأردن والهاشميين
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-09-2025 01:07 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |