15-09-2025 07:47 PM
سرايا - أكد خبراء دوليون أن التقدّم الحقيقي في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية لا يُقاس بعدد الأدوات أو كثافة الجلسات العلاجية، بل بمدى تمكين الأفراد من التواصل والتعبير عن الذات واتخاذ القرارات وعيش حياة أكثر استقلالية وثراءً، عبر الاستفادة من تقنيات الدعم المساندة. جاء ذلك خلال جلسة متخصصة بعنوان: "نتحدث، نشارك، نُحدث فرقاً: طرق تقديم الدعم الجيد"، ضمن فعاليات اليوم الأول من المؤتمر العالمي 2025 "نحن الاحتواء"، الذي تستضيفه إمارة الشارقة حتى 17 سبتمبر الجاري في مركز إكسبو.
وشارك في الجلسة كل من: أنوار عبيد، اختصاصية النطق واللغة ورئيسة مركز الإعاقات الشديدة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وكاميل متّى، خبير التكنولوجيا المساندة ومؤسس شركة "كونسورت وورلد"، إلى جانب المناصرة الذاتية خولة محمد الجودر (25 عاماً).
وخلال مداخلتها، أوضحت أنوار عبيد أن الدعم الفعّال للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية يحتاج إلى وقت وخطوات تدريجية، لكنه في النهاية يُمكّن الأفراد من التعبير عن أنفسهم والعيش باستقلالية أكبر. واستعرضت تجربة خولة الجودر التي تمكنت من نشر مقال باللغة الألمانية يروي تفاصيل حياتها اليومية، كما التقطت أول صورة "سيلفي" لها بشكل مستقل، معتبرة أن هذه الإنجازات تعكس قوة الدعم النوعي.
وبيّنت عبيد أن أسس الدعم الجيد تقوم على: التركيز على الشخص، والتمكين، والاستمرارية، والمرونة، والتعاون بين مختلف الأطراف، واستخدام الأدوات المناسبة، والتمويل المستدام، والعلاقات القائمة على الاحترام، إلى جانب اعتماد ممارسات قائمة على الأدلة. وأشارت إلى أن مؤشرات النجاح تشمل قدرة المناصرين الذاتيين على اتخاذ القرارات وإيصال أصواتهم والحصول على دعم مستمر، بينما على مستوى المؤسسات تتمثل في تعزيز الدمج المجتمعي والاستقلالية وسهولة الوصول وتوافر الموارد، فضلاً عن بناء شبكات قوية مع المنظمات وصنّاع القرار.
من جهته، أكّد كاميل متّى على أن الدعم الجيد يتخذ أشكالاً متعددة، منها الحلول التقنية المتقدمة، والأدوات البسيطة منخفضة الأداء، وكذلك الوسائل غير التقنية. وأوضح أهمية التواصل المعزّز والبديل (AAC) الذي يمكّن الأشخاص من التواصل بما يتجاوز النطق، من خلال الكتابة والرسم والإشارات إلى الرموز أو الصور، وكذلك عبر الحركة ونظرات العين واللمس والأصوات ولغة الجسد وتعابير الوجه ونبرات الصوت. وقال أن هذه الأدوات، مهما اختلفت بساطتها أو تطورها، تمثّل وسائل أساسية للتعبير عن الذات وتعزيز المشاركة الاجتماعية، وتسهم في تجاوز الحواجز وممارسة الاستقلالية والانخراط الفاعل في المجتمع.
وفي مداخلة شخصية، عبّرت خولة محمد الجودر، الطالبة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، عن سعادتها بالمشاركة مستخدمة جهازاً يعتمد على أوامر العين للتحكم بالصور والنصوص والتواصل مع الآخرين، مؤكدة أن هذه التقنية فتحت أمامها آفاقاً جديدة للتفاعل والتعبير.
يُذكر أن المؤتمر العالمي 2025 "نحن الاحتواء" يُعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويستمر في الشارقة حتى 17 سبتمبر، بمشاركة أكثر من 500 مشارك من 74 دولة، بينهم 152 متحدثاً يمثلون 160 مؤسسة عبر 59 جلسة متوازية. ويُعد المؤتمر المنصة العالمية الأبرز لتبادل أفضل الممارسات وتعزيز حقوق ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، وينظّم بالشراكة بين مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومنظّمة "إنكلوجن إنترناشونال"، وبدعم استراتيجي من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-09-2025 07:47 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |