حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,2 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4419

من النجم الأعلى أجرا في الدراما السورية ومن هو محركها الخفي؟

من النجم الأعلى أجرا في الدراما السورية ومن هو محركها الخفي؟

من النجم الأعلى أجرا في الدراما السورية ومن هو محركها الخفي؟

02-12-2025 10:02 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تمثّل الدراما السورية جزءاً مهماً وتاريخياً من الدراما العربية فهي ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل هي وعاء ثقافي ينقل القيم والمشاعر والتاريخ.

لكن وراء كل مسلسل ناجح أو إنتاج ضخم، تكمن تفاصيل تنظيمية ومالية معقدة، تتطلب جهداً جماعياً وتنسيقاً دقيقاً بين جميع الأطراف المعنية. من هذه الأطراف، يبرز دور المنتج ومدير الإنتاج والفنانين، الذين يعدون مفتاح نجاح العمل الدرامي. ويلعب مدير الإنتاج دوراً محورياً ولكنه غالباً غير مرئي بالنسبة للجمهور. فهو-حسب رأي الكثير من العاملين في هذا المجال- المحرّك الذي يضمن سير العمل الفني بكفاءة، من لحظة فكرة المشروع وحتى لحظة عرضه على الشاشة.

الأعمال التاريخية والفانتازيا الأكثر تكلفة

يؤكد مدير الإنتاج عبد الرزاق الحوراني صاحب الباع الطويل في الدراما أن الأعمال التاريخية والفانتازيا في مقدمة الأعمال الدرامية من حيث التكاليف، إذ تتطلب ميزانيات ضخمة لتحقيق الجودة المطلوبة فهي تتطلب تجهيزات ضخمة من ديكورات وملابس وأكسسوارات، وهذا يرفع التكاليف بشكل كبير. بالإضافة إلى استخدام الكومبارس في مشاهد معركة أو في سياقات تاريخية يتطلب أعداداً كبيرة من الأشخاص، مما يزيد من التكاليف بشكل ملحوظ.

ويوافقه في الرأي المنتج الفني أشرف غيبور بأن التكلفة العالية في الأعمال التاريخية تأتي أساساً من الحاجة إلى تصوير مشاهد معقدة وديكورات ضخمة قد تتطلب أسابيع طويلة لبنائها. كما أن الأزياء الخاصة بتلك الحقبات الزمنية تستهلك ميزانيات ضخمة، علاوة على ضرورة الاستعانة بأعداد كبيرة من الكومبارس.


ويشير رامي عبيدو المنتج الفني المعروف أن الأعمال التاريخية عادة ما تكون تكاليفها أكبر من الأعمال المعاصرة، بسبب تنوّع الديكورات والملابس. ناهيك عن أنه في حال كان العمل يتناول فترة تاريخية متقدمة، مثل الخمسينيات أو الستينيات، فقد يتطلب أيضاً استحضار الكثير من التفاصيل الصغيرة مثل أجهزة الراديو القديمة والسيارات العتيقة.

أجور الفنانين معايير الشهرة وحجم الدور

تحديد أجور الفنانين هو أحد المواضيع الساخنة في صناعة الدراما التي غالباً ما تكون متباينة بناءً على شهرتهم وحجم الدور الذي يقومون به في العمل.

ويوضح عبد الرزاق الحوراني أن أجر الفنان يتم تحديده بناءً على نجوميته وحجم الدور الذي يؤديه في العمل. وكل أجر يختلف من فنان لآخر. في سوريا، من بين أعلى الأجور وعلى المستوى العربي يتصدر كل من بسام كوسا، تيم حسن، وباسل خياط الأجر الأكثر ارتفاعاً.

ونوّه المنتج أشرف غيبور بأن الفنانين الذين يتعاملون مع شركات إنتاج كبيرة يمكن أن يحصلوا على أجور عالية بناءً على الإنتاجات الضخمة التي يقومون بها. في حال كان العمل يتطلب ممثلين من الصف الأول، فإن الأجور ترتفع بشكل ملحوظ.
ويوضح رامي عبيدو من خلال تجربته أنه يمكن أن يحصل بعض الفنانين السوريين على أجور تصل إلى ضعف الأجر داخل سوريا عندما يعملون في الخارج، خاصة في الأسواق الخليجية والمصرية.

خدمات الإنتاج تأمين الطعام واللوجستيات
على الرغم من أن الحديث عن الطعام قد يبدو بعيداً عن تفاصيل الإنتاج، إلا أنه يعتبر جزءاً مهماً من البيئة التي يعيش فيها فريق العمل أثناء التصوير.
يشيرعبد الرزاق الحوراني بخصوص هذا التفصيل الطعام جزء مهم من راحة الفريق وجودة العمل لذا نحن نتعاقد مع مطاعم محلية لتأمين الوجبات الغذائية لكافة العاملين في العمل. وعادةً ما يكون لدينا خيارات متنوعة تلائم الممثلين والفنيين.
بدوره أكد المنتج أشرف غيبور أن هذه المراحل اللوجستية تعتبر أساسية لضمان سير العمل بسرعة وجودة يتم التعاقد مع مطاعم لتقديم وجبتي الفطور والغداء، بحيث تكون الجودة مرتفعة وتلبي أذواق الفنيين والفنانين.
ولفت رامي عبيدو بأنه من خلال عمله كمدير للإنتاج بأنه حريص على توفير خيارات تتناسب مع جميع الأذواق يتم التعاقد مع مطعم يقدم وجبات تناسب الفريق كاملاً، مع الأخذ بعين الاعتبار الحميات الغذائية الخاصة لبعض الأفراد من فنانين وفنيين.


تقلبات الميزانية وتأثيرها على الإنتاج
تقلبات العملة الوطنية خلال الحرب في سوريا كانت واحدة من أبرز التحديات التي واجهت صناعة الدراما السورية في السنوات الأخيرة هي ، يروي رامي عبيدو تجربته في أحد الأعمال المنتجة من قبل المؤسسة العامة للإنتاج، قائلاً: في أحد الأعمال التي كنت أعمل عليها، تغيرت الميزانية أكثر من ثلاث مرات بسبب تقلبات سعر الدولار. عندما تم وضع الموازنة كانت الليرة السورية مستقرة إلى حد ما، لكن مع مرور الوقت ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق، مما أثر على أجور الفنانين والطاقم الفني.
ويضيف: على سبيل المثال، كان أجري في البداية مليون ونصف ليرة سورية، ما يعادل نحو 18 ألف دولار في ذلك الوقت، لكن عند نهاية العمل أصبح الأجر 5000 دولار فقط بسبب انهيار الليرة.

من جهته قال أشرف غيبور بأن التقلبات الاقتصادية شكلّت تحديات كبيرة. في بعض الأحيان، نضطر إلى تعديل الميزانية وفقاً للظروف، وهذا يشكل ضغطًاً على الفريق والمعدات والديكورات. لكننا نحاول دائماً إيجاد حلول سريعة لضمان استمرارية الإنتاج.

بين المنتج ومدير الإنتاج فرق واضح في المسؤوليات

يعتبر الفرق بين دور المنتج ودور مدير الإنتاج أحد المواضيع التي يتم الحديث عنها باستمرار في صناعة الدراما. فالمنتج هو المسؤول عن توفير التمويل الكامل للعمل، وهو الشخص الذي يتخذ القرارات الاستراتيجية بشأن العمل بشكل عام. بينما مدير الإنتاج أو المنتج الفني هو المسؤول عن الجوانب اليومية واللوجستية للعمل.

ويوضح عبد الرزاق الحوراني بأن المنتج هو صاحب المال ويحدد المخرج والنص ويتدخل في اختيار الممثلين، بينما مدير الإنتاج هو الذي يقوم بوضع الموازنة والتفاوض مع الفنيين والفنانين. هو أيضاً المسؤول عن متابعة النص وتفريغه وتحديد عدد مشاهد كل ممثل، بالإضافة إلى تنظيم أيام التصوير.

ويقول أشرف غيبور بأن المنتج هو الشخص الذي يمول العمل ويشرف على كل تفاصيله، بينما مدير الإنتاج هو المسؤول عن تنفيذ العمل بشكل يومي، من توزيع الميزانية على البنود المختلفة إلى تنظيم التصوير. يوجد تفاوض مستمر بين المنتج ومدير الإنتاج للتأكد من سير العمل وفقاً للخطة.

ويؤكد رامي عبيدو بأن المنتج يختار المخرج والنص، بينما مدير الإنتاج هو المسؤول عن تطبيق خطة العمل على أرض الواقع، وهو الذي يضمن تنفيذ الميزانية بشكل فعال."

العمود الفقري للعمل الفني

ويؤكد المخرج رشاد كوكش أن مدير الإنتاج هو العمود الفقري لأي عمل درامي أو سينمائي. هو الذي يضطلع بجميع العمليات التنظيمية والإدارية، لكن بفضل خبراته، فإن اختياره للكادر الفني، وتوجيهه للمخرج في كيفية إدارة الميزانية، يؤثر بشكل كبير على القيمة الفنية للعمل. من خلال التفاهم والتعاون بين مدير الإنتاج والمخرج، يتمكن المشروع الفني من تجاوز العقبات وتحقيق النجاح المطلوب، سواء كان ذلك في الأعمال التاريخية أو الدرامية المعاصرة،وهو حلقة وصل لا غنى عنها في منظومة الإنتاج الفني، صحيح أن الدور الذي يؤديه غير مرئي للجمهور ولكنه حيوي وضروري لإنجاز أي عمل فني بمستوى عالٍ من الجودة.

ومع تطور صناعة الدراما، يبقى الأمل في أن تستمر سوريا في تقديم أعمال توازن بين الجودة الفنية والقدرة على التكيف مع التغيرات الاقتصادية، لتحافظ على مكانتها البارزة في العالم العربي ،فصناعة الدراما السورية، مثل أي صناعة أخرى، لا تخلو من التحديات، سواء كانت مالية أو تنظيمية. إلا أن ذلك لا يمنعها من تقديم أعمال فنية رائعة استطاعت أن تجد لها مكاناً في قلب المشاهد العربي. وقد أظهرت شهادات القائمين على هذه الصناعة، سواء كانوا من المخرجين أو المنتجين أو الفنيين، أن التحدّيات المالية ليست أكثر من مجرد جزء من المعادلة التي يتطلب حلّها إبداعاّ ومرونة.








طباعة
  • المشاهدات: 4419
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-12-2025 10:02 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم