حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,9 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11902

الخطيب يكتب: قبل أن يتحدث العرب .. واشنطن تتحدث من تل أبيب

الخطيب يكتب: قبل أن يتحدث العرب .. واشنطن تتحدث من تل أبيب

الخطيب يكتب: قبل أن يتحدث العرب ..  واشنطن تتحدث من تل أبيب

14-09-2025 03:42 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عقيد متقاعد محمد الخطيب
في توقيت سياسي حساس جداً، وقبيل انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية، وجهت الولايات المتحدة رسالة واضحة ومباشرة عبر إرسال وزير خارجيتها ماركو روبيو في زيارة إلى تل أبيب. تأتي هذه الزيارة لتؤكد دعم واشنطن الثابت لإسرائيل، رغم الانتقادات المتزايدة داخلياً وخارجياً للهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة والذي أثار غضب حلفاء أميركيين في المنطقة.

زيارة روبيو لا تقتصر على اللقاءات الدبلوماسية التقليدية، بل تحمل دلالات سياسية مهمة، فهي بمثابة رسالة طمأنة لتل أبيب على أن الدعم الأميركي لن يتزعزع، حتى في ظل التوترات والانتقادات التي تلاحق إسرائيل من بعض الدول العربية والإسلامية، بل وأيضاً من بعض الأصوات داخل الولايات المتحدة نفسها. هذا التأكيد يأتي في وقت تحاول فيه واشنطن إدارة العلاقات في الشرق الأوسط، حيث تلعب دور الوسيط بين قوى متنازعة، بما في ذلك قطر التي تعتبر طرفا رئيسيا في جهود الوساطة مع حركة حماس.

الزيارة تبرز أيضاً التناقض الواضح في السياسة الأميركية تجاه المنطقة، حيث تجلس الولايات المتحدة على أكثر من كرسي. فمن جهة، تحاول واشنطن أن تلعب دور الوسيط في محادثات وقف إطلاق النار وتخفيف التصعيد، ومن جهة أخرى، تعزز دعمها لإسرائيل، ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها في الحفاظ على توازن دقيق بين مصالحها الاستراتيجية وحلفائها الإقليميين.

الرسائل المتبادلة في هذا التوقيت، بين القمة العربية الطارئة في الدوحة والزيارة الأميركية لتل أبيب، تعكس واقعاً معقداً تتقاطع فيه المصالح وتتباين المواقف. فبينما يلوح العرب بإدانة شديدة للهجوم الإسرائيلي على قطر، تبعث الولايات المتحدة برسالة واضحة بأن دعمها لإسرائيل سيظل راسخاً، وهو ما قد يؤثر على ديناميكية العلاقات الإقليمية في الفترة القادمة.

بالتالي، زيارة روبيو إلى إسرائيل في هذا التوقيت لا يمكن اعتبارها مجرد إجراء روتيني، بل هي رسالة سياسية استراتيجية تؤكد أن واشنطن تضع دعم إسرائيل في قمة أولوياتها، حتى في أصعب اللحظات. وهذا يطرح تساؤلات مهمة حول مدى قدرة المجتمع الدولي والدول العربية على التوصل إلى مواقف موحدة أو حلول وسطى في ظل هذه التوازنات الدقيقة.

من المتوقع أن تلقي زيارة وزير الخارجية الأميركي بظلالها على أعمال القمة العربية الإسلامية، لا سيما أنها سبقتها بساعات وفي لحظة توتر غير مسبوقة. هذه الخطوة الأميركية قد تُفهم عربياً وإسلامياً على أنها تجاهل متعمد لمشاعر الغضب الإقليمي، أو حتى محاولة مسبقة لتقويض أي مخرجات قوية قد تصدر عن القمة. وإذا ما غابت الخطوات العملية عن البيان الختامي، فقد تُقرأ القمة على أنها مجرد رد فعل رمزي.

وعلى الأرجح، ستتفاوت ردود الفعل العربية والإسلامية بعد القمة بين من يطالب بتصعيد دبلوماسي واقتصادي حقيقي، وبين من يفضل الاكتفاء بالمواقف الخطابية المعتادة. لكن ما هو واضح أن زيارة روبيو، في هذا التوقيت بالذات، ستُعمّق فجوة الثقة بين الشعوب العربية والإسلامية من جهة، والإدارة الأميركية من جهة أخرى، وتفتح الباب واسعا أمام تساؤلات عن جدوى الرهان المستمر على وسيط يكرر انحيازه في كل منعطف.








طباعة
  • المشاهدات: 11902
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-09-2025 03:42 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنهي خطة ترامب حرب "إسرائيل" على غزة وتدفع نحو إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم