13-09-2025 10:22 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
تم تشيكل التحالف الدولي من أكثر من ستين دولة تحت عنوان الحرب على الإرهاب ، وبصرف النظر عن الهدف الحقيقي غير المُعلن من تأسيس التحالف من اجل القضاء على تنظيم الدولة ( داعش) ، فإن المُعلن أن التحالف استهدف الإرهاب المُتمثل بذلك التنظيم ، وشهد العالم أجمع ما قام به التحالف الدولي والضربات الموجعة التي نالت منه وساهمت في وضع حد لهذا التنظيم الإرهابي الأشرس عالمياً وانهاء حياته بحسب رأى قوات التحالف التي اجتمعت لقصم ظهره ، مع اعتبار أن الساحة العربية بصفة خاصة والشرق الأوسط بشكل أعم شهد ألوان من الإرهاب لم تطالها قوات التحالف الدولي ولا تعد ضمن أهدافها إلا بحدود قليلة، على الرغم من حملها للسلاح وتصنيفها على قوائم الإرهاب وتهديدها للأمن العربي، كما هو الحال مع جماعة الحوثي و(حزب الله) اللبناني وجل المليشيات الخارجة على القانون في الشرق الاوسط ابتداء من انصار الشريعة في ليبيا وحتى حركة الشباب في الصومال .
ومن هنا جاءت فكرة تشكيل تحالف عربي أو إسلامي كي يستهدف الإرهاب بألوانه وأشكاله كافة في بداية العام 2016 والذي شهد العالم ولادة التحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث حضر رؤساء هيئات الأركان في الدول الإسلامية اجتماعا عقد في الرياض في شهر مارس من العام 2016م وقد أكدوا عزمهم على تكثيف جهودهم في مُحاربة الإرهاب من خلال العمل المُشترك وفقًا لقدراتهم وبناءً على رغبة كل دولة عضو في المُشاركة في المُبادرات أو البرامج داخل إطار التحالف الإسلامي العسكري لمُحاربة الإرهاب طبقًا لسياسات وإجراءات كل دولة، ومن دون الإخلال بسيادة الدول الأعضاء في التحالف، كما أكدوا على أهمية تفعيل انطلاقة التحالف من خلال اجتماع لوزراء الدفاع في الدول الأعضاء وبقيادة المملكة العربية السعودية.
ولا تُعد فكرة التحالفات العسكرية العربية وليدة اليوم بل هي فكرة تعود إلى ما قبل عام 1950م، حيث شُكلت بالفعل عدة تحالفات عسكرية عربية منها من كان لها أهداف استراتيجية ومنها تحالفات أسست لتحقيق أهداف انية (تكتيكية) . ومن هذه التحالفات مُعاهدة الدفاع العربي المُشترك في العام والتي شملت مصر والأردن والعراق ،ولبنان واليمن وسوريا والسعودية، والتحالف التي حاولت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تأسيسه عام 1950م، تحت اسم قيادة الشرق الأوسط والذي كان من المُفترض أن يشمل كلاً من مصر والأردن والعراق والسعودية، إضافة إلى القوى الكبرى مثل الولايات المُتحدة وبريطانيا وفرنسا، لكنها فشلت في النهاية بسبب الخلافات حول دور وحجم تمثيل الدول في التحالف وبسبب إصرار القوى الكبرى على إدماج (إسرائيل) في هذا التكتل وتظل حرب 6 أكتوبر 1973 محطة من محطات التحالفات العربية غير الرسمية فعلى الرغم من تصدر مصر وسوريا للمشهد، إلا أن ذلك لم يمنع وجود بعض الدول التي قدمت الدعم لمصر وسوريا، على شكل تقديم مُساهمات عسكرية فقط لم تصل إلى مُستوى التحالفات العسكرية الرسمية التي تتطلع اليها الدول بشكل جاد وفاعل .
ومن منطلق المُتغيرات السياسية التي احدثت نوعاً من التغيير في منظومة الامن في الشرق الاوسط اصبحت الحاجة مُلحة لإيجاد ما يُسمى بالناتو العربي، وهي ليست فكرة عربية محضة بل جاءت بها الولايات المتحدة واسرائيل بهدف تغيير مسارات عدة منها الضغط على ايران وتطويعها من اجل الانضواء تحت مظلة المُجتمع الدولي، والسعي لتقليم اظفارها بما يتناسب ومُتطلبات الامن والاستقرار الدوليين خاصة بعد بروز نجمها في سوريا واليمن والعراق .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-09-2025 10:22 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |